3809 78 - حدثنا أخبرنا أبو اليمان ، عن شعيب ، قال : أخبرني الزهري أن مالك بن أوس بن الحدثان النصري رضي الله عنه عمر بن الخطاب يرفا ، فقال : هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون ؟ فقال : نعم ، فأدخلهم ! فلبث قليلا ثم جاء فقال : هل لك في عباس وعلي يستأذنان ؟ قال : نعم ! فلما دخلا قال عباس : يا أمير المؤمنين ، اقض بيني وبين هذا ! وهما يختصمان في الذي أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم - من مال بني النضير ، فاستب علي وعباس ، فقال الرهط : يا أمير المؤمنين ، اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر ! فقال اتئدوا ، أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عمر : قالوا : قد قال ذلك ! فأقبل لا نورث ; ما تركنا صدقة - يريد بذلك نفسه ؟ على عمر عباس وعلي فقال : أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال ذلك ؟ قالا : نعم . قال : فإني أحدثكم عن هذا الأمر ; إن الله سبحانه كان خص رسوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره ، فقال جل ذكره : وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ... إلى قوله : قدير فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم ، لقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى بقي هذا المال منها ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق على أهله نفقته سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله ، فعمل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياته ، ثم توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو بكر : فأنا ولي [ ص: 130 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم حينئذ ، فأقبل على علي وعباس وقال : تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان والله يعلم إنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق . ثم توفى الله أبا بكر ، فقلت : أنا ولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر ! فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بما عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر ، والله يعلم أني فيه صادق بار راشد تابع للحق ، ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة وأمركما جميع ، فجئتني - يعني عباسا - فقلت لكما إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا نورث ; ما تركنا صدقة - فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت : إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملا فيه بما عمل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وما عملت فيه مذ وليت ، وإلا فلا تكلماني ! فقلتما ادفعه إلينا بذلك - فدفعته إليكما ، أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك ؟ فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة ، فإن عجزتما عنه فادفعا إلي فأنا أكفيكماه ! قال : فحدثت هذا الحديث دعاه إذ جاءه حاجبه فقال : صدق عروة بن الزبير أنا سمعت مالك بن أوس ; رضي الله عنها زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول : أرسل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، فكنت أنا أردهن ، فقلت لهن : ألا تتقين الله ! ألم تعلمن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : لا نورث ; ما تركنا صدقة - يريد بذلك نفسه - إنما يأكل آل محمد - صلى الله عليه وسلم - في هذا المال ; فانتهى أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ما أخبرتهن . قال : فكانت هذه الصدقة بيد علي ، منعها علي عباسا فغلبه عليها ، ثم كان بيد حسن بن علي ، ثم بيد حسين بن علي ، ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن - كلاهما كانا يتداولانها ، ثم بيد زيد بن حسن ، وهي صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقا .