الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3845 111 - حدثنا إسحاق بن نصر ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه - يشير إلى رباعيته - اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبيل الله .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تأتي من حيث إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جرح يوم أحد وشج في وجهه وكلمت شفته وكسرت رباعيته وأقبل أبي ابن خلف الجمحي وقد حلف ليقتلن محمدا ، فقال : بل أنا أقتله ! فقال : يا كذاب ، أين تفر ؟ فحمل عليه فطعنه في جيب الدرع فوقع يخور خوار الثور ، فاحتملوه ، فلم يلبث إلا بعض يوم حتى راحت روحه إلى الهاوية ، قال في ذلك الوقت : اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ! وهذا الحديث من مراسيل الصحابة ، وأخرجه أيضا مسلم في المغازي عن محمد بن رافع ، وإسحاق بن نصر هو إسحاق بن إبراهيم بن نصر البخاري ، كان ينزل بالمدينة بباب سعد فقيل له السعدي ، يروي عن عبد الرزاق بن همام اليماني عن معمر بن راشد عن همام - بتشديد الميم - ابن منبه .

                                                                                                                                                                                  قوله " اشتد غضب الله " معناه أن ذلك من أعظم السيئات عنده ويجازى عليه ، وليس المراد منه الغضب الذي هو عرض لأن القديم لا تحله الأعراض لأنها حوادث ، فيستحيل وجودها فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله " بنبيه " ; أي بنبي الله عز وجل .

                                                                                                                                                                                  قوله " رباعيته " بفتح الراء وبتخفيف الباء الموحدة وتخفيف الياء آخر الحروف ، وهي السن التي تلي الثنية من كل جانب ، وللإنسان أربع رباعيات .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية