الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3901 وقال معاذ : حدثنا هشام ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بنخل فذكر صلاة الخوف .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  كذا وقع معاذ بغير نسبة عند الأكثرين ، ووقع عند النسفي قال معاذ بن هشام : أخبرنا هشام ، وقال بعضهم : فيه رد على أبي نعيم ومن تبعه في الجزم بأن معاذا هذا هو ابن فضالة شيخ البخاري . قلت : وقوع معاذ بغير نسبة يحتمل الوجهين على ما لا يخفى ، وقول أبي نعيم مترجح ; حيث قال : أخبرنا هشام ، ولم يقل : أخبرنا أبي ، وكل من معاذ وهشام ذكر مجردا ، أما معاذ بن هشام على قول النسفي فهو ثقة صاحب غرائب ، وأما هشام الذي روى عنه معاذ فهو هشام ابن أبي عبد الله الدستوائي البصري ، واسم [ ص: 197 ] أبي عبد الله سنبر ، روى عنه ابنه معاذ ، ويحيى القطان في آخرين ، وقال عمرو بن علي : مات سنة ثلاث وخمسين ومائة ، وأبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس بلفظ مخاطب المضارع من الدراسة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " بنخل " مر تفسيره عن قريب عند قوله : فنزل نخلا ، وفائدة إيراد البخاري هذا الحديث مختصرا معلقا هي ما قيل : إنه أشار إلى أن روايات جابر متفقة على أن الغزوة التي وقعت فيها صلاة الخوف هي غزوة ذات الرقاع ، وقال بعضهم : فيه نظر ; لأن سياق رواية هشام عن أبي الزبير هذه تدل على أنه حديث آخر في غزوة أخرى ، قلت : لا نسلم ذلك ; لأنه ذكر فيما مضى عن قريب عن جابر : خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذات الرقاع من نخل ، فلقي جمعا من غطفان ... إلى آخره .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية