الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3968 226 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا عبد الواحد ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر - أو قال : لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف الناس على واد ، فرفعوا أصواتهم بالتكبير : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اربعوا على أنفسكم ; إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، وهو معكم ، وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعني وأنا أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقال لي : يا عبد الله بن قيس ، قلت : لبيك رسول الله ، قال : ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فداك أبي وأمي ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وعبد الواحد هو ابن زياد ، وعاصم هو ابن سليمان الأحول ، وأبو عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي بالنون ، وهؤلاء كلهم بصريون ، وأبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجهاد في باب : " ما يكره من رفع الصوت بالتكبير .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أو قال : لما توجه " ، شك من الراوي ، قوله : " أشرف الناس على واد " ظاهر هذا يوهم أن ذلك وقع وهم ذاهبون إلى خيبر ، وليس كذلك ، بل إنما وقع ذلك حال رجوعهم ; لأن أبا موسى إنما قدم بعد فتح خيبر مع جعفر ، فحينئذ يحتاج إلى تقدير ليصح الكلام ، تقديره : لما توجه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إلى خيبر فحاصرها ففتحها ، ففرغ فرجع فأشرف الناس ... إلى آخره ، قوله : " اربعوا " بكسر الهمزة ، معناه : " ارفقوا " ، يقال : ربع عليه يربع ربعا إذا كف عنه ، وأربع على نفسه كف عنها وأرفق بها ، قوله : " لبيك رسول الله " يعني يا رسول الله ، وحذف حرف النداء كثير ، قوله : " من كنز من كنوز الجنة " كلمة من الأولى للتبيين والثانية للتبعيض .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية