الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3997 255 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد ، قال : أخبرني جدي : أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه ، فقال أبو هريرة : يا رسول الله ، هذا قاتل ابن قوقل ، وقال أبان لأبي هريرة : واعجبا لك ، وبر تدأدأ من قدوم ضأن ينعى علي امرأ أكرمه الله بيدي ، ومنعه أن يهينني بيده .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا وجه آخر للحديث السابق ; أخرجه عن موسى بن إسماعيل أبي سلمة المنقري التبوذكي ، عن عمرو بن يحيى بن سعيد ، عن جده سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص .

                                                                                                                                                                                  قوله : " هذا " أشار به أبو هريرة إلى أبان بن سعيد وقال : هذا قاتل نعمان بن قوقل ، وقد ذكرنا أنه قتله يوم أحد ، قوله : " واعجبا " قد مر تفسيره عن قريب ، وزاد هنا لفظ لك ، قوله : " وبر " مبتدأ ، وتخصص بالصفة ، وهي قوله ، " تدأدأ " ، وقوله : " ينعى " بفتح الياء ، وسكون النون ، وفتح العين المهملة ، أي : يعيب علي ، يقال : نعى فلان على فلان أمرا إذا عابه به ، وفي رواية أبي داود عن حامد بن يحيى ، عن سفيان يعيرني ، قوله : " امرأ " أراد به النعمان بن قوقل ، قوله : " أكرمه الله " حيث صار شهيدا على يدي ، قوله : " ومنعه " أي : ومنع هذا المرء ، وهو النعمان ، قوله : " أن يهينني " أي : بأن يهينني ، أي : بالإهانة بيده ، فإن النعمان لو قتل أبان بن سعيد كان له خزي وإهانة في الدارين ; لأنه يوم أحد لم يكن مسلما ، ويروى فلم يهني بضم الياء ، وكسر الهاء ، وتشديد النون ، وأصله يهينني ، فأدغمت إحدى النونين في الأخرى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية