الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4032 290 - حدثنا سليمان بن عبد الرحمن ، حدثنا سعدان بن يحيى ، حدثنا محمد بن أبي حفصة ، عن الزهري ، عن علي بن حسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن أسامة بن زيد أنه قال زمن الفتح : يا رسول الله ، أين تنزل غدا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : وهل ترك لنا عقيل من منزل ، ثم قال : لا يرث المؤمن الكافر ، ولا يرث الكافر المؤمن ، قيل للزهري : ومن ورث أبا طالب ؟ قال : ورثه عقيل وطالب ، قال معمر ، عن الزهري : أين تنزل غدا في حجته ؟ ولم يقل يونس : حجته ، ولا زمن الفتح .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله زمن الفتح ، وهذا إسناد نازل لا يخلو عن نظر . ورجاله سبعة ; ( الأول ) : سليمان بن عبد الرحمن المعروف بابن ابنة شرحبيل بن أيوب الدمشقي ، مات سنة ثلاثين ومائتين . ( الثاني ) : سعدان بن يحيى بن صالح ، يقال اسمه سعيد ، وسعدان لقبه ، أبو يحيى اللخمي الكوفي ، سكن دمشق ، لينه الدارقطني ، وما له في البخاري إلا هذا الموضع . ( الثالث ) : محمد بن أبي حفصة ، واسم أبي حفصة ميسرة ، بصري ، يكنى أبا سلمة ، صدوق ضعفه النسائي ، وما له في البخاري سوى هذا الحديث ، وآخر في الحج قرنه فيه بغيره . ( الرابع ) : محمد بن مسلم الزهري . ( الخامس ) : علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ، مات سنة أربع وتسعين . ( السادس ) : عمرو بن عثمان بن عفان القرشي الأموي . ( السابع ) : أسامة بن زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  وقد مضى الحديث في كتاب الحج في باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها ، فإنه أخرجه هناك عن أصبغ ، عن ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن علي بن حسين إلى آخره ، وقد مضى في الجهاد أيضا عن محمود ، عن عبد الرزاق ، عن الزهري ، ومضى الكلام فيه هناك مستوفى .

                                                                                                                                                                                  قوله : " عقيل " بفتح العين هو ابن أبي طالب ، قوله : " وقال معمر عن الزهري " هو متصل بالإسناد المذكور ، وطريق معمر بن راشد تقدم موصولا في الجهاد ، قوله : " ولم يقل يونس " هو ابن يزيد الأيلي ، يعني لم يقل في روايته لفظ حجته ، ولا لفظ زمن الفتح يعني سكت عن ذلك ، وبقي الاختلاف بين ابن أبي حفصة ومعمر ، ومعمر أوثق وأتقن من محمد بن أبي حفصة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية