الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  وقال ابن عيينة عن صدقة أنكاثا هي خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها نقضته .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي قال سفيان بن عيينة ، عن صدقة قال الكرماني : صدقة هذا هو ابن الفضل المروزي ، ورد عليه بأن صدقة بن الفضل المروزي شيخ البخاري ، يروى عن سفيان بن عيينة ، وهاهنا يروي سفيان عن صدقة ، والدليل على عدم صحة قوله : إن صدقة هذا روى عن السدي ، وصدقة بن الفضل المروزي ما أدرك السدي ، ولا أصحاب السدي ، وروى ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمر العدني ، والطبري من طريق الحميدي كلاهما عن ابن عيينة ، عن صدقة ، عن السدي قال : كانت بمكة امرأة تسمى خرقاء ، فذكر مثل ما ذكره البخاري ، والظاهر أن صدقة هذا هو أبو الهذيل ، روى عن السدي ، قوله : "وروى عنه ابن عيينة" كذا ذكره البخاري في تاريخه ، قوله : "أنكاثا" أشار به إلى قوله ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا قال الزمخشري : أي لا تكونوا في نقض الإيمان كالمرأة التي أنحت على غزلها بعد أن أحكمته وأبرمته فجعلته أنكاثا جمع نكث ، وهو ما ينكث فتله ، وقال ابن الأثير : النكث نقض العهد ، والاسم النكث بالكسر ، وهو الخيط الخلق من صوف ، أو شعر ، أو وبر ، سمي به لأنه ينقض ثم يعاد فتله ، قوله : "هي خرقاء" الضمير يرجع إلى تلك المرأة التي تسمى خرقاء ، وذكر "أنكاثا" يدل عليه ، فلا يكون داخلا في الإضمار قبل الذكر ، وكانت إذا أحكمت غزلها نقضته ، فلذلك قيل : خرقاء أي حمقاء ، وفي غرر التبيان أنها كانت تغزل هي وجواريها من الغداة إلى نصف النهار ، ثم تأمرهن فينقضن ما غزلن جميعا ، فهذا كان دأبها ، والمعنى أنها كانت لا تكف عن الغزل ، ولا تبقي ما غزلت ، وروى الطبري من طريق سعيد ، عن قتادة قال : هو مثل ضربه الله تعالى لمن ينكث عهده ، وقال مقاتل في تفسيره : هذه المرأة قرشية اسمها ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة ، وتلقب جعرانة لحمقها ، وذكر السهيلي أنها بنت سعد بن زيد مناة بن تيم بن مرة ، وقال الثعلبي : كانت اتخذت مغزلا بقدر ذراع ، وسنارة مثل الأصبع ، وفلكة عظيمة على قدرهما تغزل الغزل من الصوف ، والوبر ، والشعر ، وتأمر جواريها بذلك ، وكن يغزلن إلى نصف النهار ، ثم تأمرهن بنقض جميع ذلك فهذا كان دأبها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية