الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  وقال مجاهد : عين آنية بلغ إناها ، وحان شربها حميم آن بلغ إناه

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي وقال مجاهد في قوله : تسقى من عين آنية وفسر لفظ آنية بقوله : بلغ إناها بكسر الهمزة ، أي وقتها ، يقال : أنى يأني [ ص: 289 ] أنيا . أي حان ، قال الجوهري : أني الحميم ، أي انتهى حره ، ومنه قوله تعالى حميم آن قوله : " وحان " أدرك شربها ، ورواه عبد بن حميد ، عن شبابة ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، وقال الحسن البصري : ما ظنك بقوم قاموا لله عز وجل على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة ، ولم يشربوا فيها شربة حتى إذا انقطعت أعناقهم عطشا فاحترقت أجوافهم جوعا انصرف بهم إلى النار فسقوا من عين آنية قد أني حرها واشتد نضجها ، وعن قتادة ، أي طبخها منذ خلق الله السماوات ، والأرض ، وقال مقاتل عين آنية تخرج من أصل جبل طولها مسيرة سبعين عاما أسود كدردي الزيت كدر غليظ كثير الدعاميص يسقيه إياه الملك في إناء من حديد من نار إذا جعله على فيه أحرق شدقيه وتناثرت أنيابه وأضراسه ، فإذا بلغ صدره نضج قلبه ، فإذا بلغ بطنه ذاب كما يذوب الرصاص، " قلت " : الدعاميص جمع دعموص ، وهي دويبة تكون في مستنقع الماء ، وهو بالدال ، والعين المهملتين .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية