الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4451 249 - حدثني محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عمرو ، عن مصعب ، قال : سألت أبي ، قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا هم الحرورية ، قال : لا ، هم اليهود والنصارى ، أما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، وأما النصارى كفروا بالجنة ، وقالوا : لا طعام فيها ولا شراب ، والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ، وكان سعد يسميهم الفاسقين .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، ومحمد بن بشار الملقب ببندار ، ومحمد بن جعفر الملقب بغندر ، وعمرو بن مرة بضم الميم وتشديد الراء ابن عبد الله المرادي الأعمى الكوفي ، ومصعب بضم الميم وفتح العين ابن سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرة ، مات سنة ثلاث ومائة .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه النسائي في التفسير عن محمد بن إسماعيل .

                                                                                                                                                                                  قوله : "عن مصعب قال : سألت أبي" هو سعد بن أبي وقاص ، قوله : "هم الحرورية" بفتح الحاء المهملة وضم الراء الأولى ، هم طائفة خوارج ينسبون إلى حرورا قرية بقرب الكوفة ، وكان ابتداء خروج الخوارج على علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه منها ، وروى الحاكم على شرطهما عن مصعب بن سعد لما خرجت الحرورية قلت لأبي سعد : هؤلاء الذين أنزل الله فيهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ؟ قال : أولئك أهل الصوامع وهؤلاء زاغوا فأزاغ الله قلوبهم انتهى ، وإنما خسرت اليهود والنصارى لأنهم تعبدوا على أصل غير صحيح ، فخسروا الأعمال والأعمار ، والحرورية لما خالفوا ما عهد الله إليهم في القرآن من طاعة أولي الأمر بعد إقرارهم به كان ذلك نقضا منهم له ، ويقال : الحرورية هم الخاسرون لأنهم ليسوا كفرة بل هم فسقة ، قال تعالى : الذين ينقضون عهد الله إلى قوله هم الخاسرون والكافرون هم الأخسرون ، قال تعالى فيهم أولئك الذين كفروا بآيات ربهم قوله : "وكان سعد" هو سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية