الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4518 290 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذن علي أفلح أخو أبي القعيس بعدما أنزل الحجاب ، فقلت : لا آذن له حتى أستأذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أخاه أبا القعيس ليس هو أرضعني ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس ، فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له : يا رسول الله ، إن أفلح أخا أبي القعيس استأذن فأبيت أن آذن حتى أستأذنك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما منعك أن تأذنين عمك ؟ قلت : يا رسول الله ، إن الرجل ليس هو أرضعني ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس . فقال : ائذني له ، فإنه عمك تربت يمينك . قال عروة : فلذلك كانت عائشة تقول : حرموا من الرضاعة ما تحرمون من النسب .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قيل لا مطابقة فيه للترجمة لأنه ليس فيه شيء من تفسير الآية ، وأجيب بأنه يطابق الترجمة من حيث إنه أريد به بيان جواز دخول الأعمام والآباء من الرضاعة على أمهات المؤمنين ، لقوله : " ائذني له إنه عمك " . وأبو اليمان : الحكم بن نافع ، وشعيب : هو ابن أبي حمزة ، يروي عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة . والحديث مر في كتاب الشهادات في باب الشهادة على الإنسان .

                                                                                                                                                                                  قوله : " علي " بتشديد الياء ، وأفلح فاعل استأذن ، وقال أبو عمر : أفلح بن أبي القعيس . ويقال : أخو أبي القعيس . وقد اختلف فيه ، فقيل فيه القولان المذكوران ، وقيل : أبو القعيس ، وأصحها إن شاء الله ما رواه عروة عن عائشة " جاء أفلح أخو أبي القعيس " وقيل : إن اسم أبي القعيس الجعد ، ويقال : أفلح يكنى أبا الجعد . وقال في الكنى : أبو قعيس عم عائشة من الرضاعة ، اسمه وائل بن أفلح . قلت : هو بضم القاف وفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف ، وبسين مهملة . قوله : " أن تأذنين " ويروى " تأذني " بحذف النون ، وهي لغة . قوله : " تربت يمينك " كلمة تدعو بها العرب ولا يريدون حقيقتها ووقوعها ، لأن معناها افتقرت ، يقال ترب إذا افتقر ، وأترب إذا استغنى ، كأنه إذا ترب لصق بالتراب ، وإذا أترب استغنى وصار له من المال بقدر التراب . وقال الخطابي : فيه من الفقه إثبات اللبن للفحل ، وأن زوج المرضعة بمنزلة الوالد ، وأخوه بمنزلة العم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية