الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  ( فهديناهم دللناهم على الخير والشر ، كقوله وهديناه النجدين وكقوله هديناه السبيل والهدى الذي هو الإرشاد بمنزلة أسعدناه ، ومن ذلك قوله أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار بقوله : فهديناهم ، إلى قوله - عز وجل - وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ، وفسر فهديناهم بقوله : دللناهم على الخير والشر ، أراد أن الهداية هنا بمعنى الدلالة المطلقة فيه وفي أمثاله ، كقوله : وهديناه النجدين أي دللناه الثديين ، قاله سعيد بن المسيب والضحاك ، والنجد : طريق في ارتفاع ، وقال أكثر المفسرين : بينا له طريق الخير والشر ، والحق والباطل ، والهدى والضلالة ، وكذلك الهداية بمعنى الدلالة في قوله : هديناه السبيل ، وهو في سورة الإنسان إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا قوله : " والهدى " الذي هو الإرشاد ، إلى آخره ، والمعنى هنا : الدلالة الموصلة إلى البغية ، وعبر عنه البخاري بالإرشاد والإسعاد ، فهو في قوله تعالى أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ونحوه ، وغرضه أن الهداية في بعض الآيات بمعنى الدلالة ، وفي بعضها بمعنى الدلالة الموصلة إلى المقصود ، وهل هو مشترك فيهما أو حقيقة ومجاز ، فيه خلاف .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية