[ ص: 29 ] سورة " والذاريات " مكية في قول الجميع ، وهي ستون آية .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع nindex.php?page=treesubj&link=29022قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1والذاريات ذروا قال
أبو بكر الأنباري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13593عبد الله بن ناجية ، حدثنا
يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا
مكي بن إبراهيم ، حدثنا
الجعيد بن عبد الرحمن ، عن
يزيد بن خصيفة ، عن
السائب بن يزيد أن رجلا قال
لعمر رضي الله عنه : إني مررت برجل يسأل عن تفسير مشكل القرآن ، فقال
عمر : اللهم أمكني منه ; فدخل الرجل على
عمر يوما وهو لابس ثيابا وعمامة
وعمر يقرأ القرآن ، فلما فرغ قام إليه الرجل فقال : يا أمير المؤمنين ما والذاريات ذروا ؟ فقام
عمر فحسر عن ذراعيه وجعل يجلده ، ثم قال : ألبسوه ثيابه واحملوه على قتب وأبلغوا به حيه ، ثم ليقم خطيبا فليقل : إن
صبيغا طلب العلم فأخطأه ، فلم يزل وضيعا في قومه بعد أن كان سيدا فيهم . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11871عامر بن واثلة أن
ابن الكواء سأل
عليا رضي الله عنه ، فقال : يا أمير المومنين ما والذاريات ذروا ؟ قال : ويلك ، سل تفقها ولا تسأل تعنتا
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1والذاريات ذروا الرياح
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فالحاملات وقرا السحاب
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3فالجاريات يسرا السفن
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4فالمقسمات أمرا [ ص: 30 ] الملائكة . وروى
الحارث عن
علي رضي الله عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1والذاريات ذروا قال : الرياح
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فالحاملات وقرا قال : السحاب تحمل الماء كما تحمل ذوات الأربع الوقر
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3فالجاريات يسرا قال : السفن موقرة
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4فالمقسمات أمرا قال : الملائكة تأتي بأمر مختلف ;
جبريل بالغلظة ،
وميكائيل صاحب الرحمة ، وملك الموت يأتي بالموت . وقال
الفراء : وقيل تأتي بأمر مختلف من الخصب والجدب والمطر والموت والحوادث . ويقال : ذرت الريح التراب تذروه ذروا وتذريه ذريا . ثم قيل : " والذاريات " وما بعده أقسام ،
nindex.php?page=treesubj&link=33062_28904وإذا أقسم الرب بشيء أثبت له شرفا . وقيل : المعنى ورب الذاريات ، والجواب إنما توعدون ، أي : الذي توعدونه من الخير والشر والثواب والعقاب
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=5لصادق لا كذب فيه ; ومعنى لصادق لصدق ; وقع الاسم موقع المصدر .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وإن الدين لواقع يعني الجزاء نازل بكم . ثم ابتدأ قسما آخر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7والسماء ذات الحبك إنكم لفي قول مختلف وقيل : إن الذاريات النساء الولودات لأن في ذرايتهن ذرو الخلق ; لأنهن يذرين الأولاد فصرن ذاريات ; وأقسم بهن لما في ترائبهن من خيرة عباده الصالحين . وخص النساء بذلك دون الرجال وإن كان كل واحد منهما ذاريا لأمرين ، أحدهما : لأنهن أوعية دون الرجال ، فلاجتماع الذروين فيهن خصصن بالذكر . الثاني : أن الذرو فيهن أطول زمانا ، وهن بالمباشرة أقرب عهدا .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فالحاملات وقرا السحاب . وقيل : الحاملات من النساء إذا ثقلن بالحمل . و " الوقر " بكسر الواو ثقل الحمل على ظهر أو في بطن ، يقال : جاء يحمل وقره وقد أوقر بعيره . وأكثر ما يستعمل الوقر في حمل البغل والحمار ، والوسق في حمل البعير . وهذه امرأة موقرة بفتح القاف إذا حملت حملا ثقيلا . وأوقرت النخلة كثر حملها ; يقال : نخلة موقرة وموقر وموقرة ، وحكي موقر وهو على غير القياس ، لأن الفعل للنخلة . وإنما قيل : موقر بكسر القاف على قياس قولك : امرأة حامل ، لأن حمل الشجر مشبه بحمل النساء ; فأما موقر بالفتح فشاذ ، وقد روي في قول
لبيد يصف نخيلا :
عصب كوارع في خليج محلم حملت فمنها موقر مكموم
والجمع مواقر . فأما الوقر بالفتح فهو ثقل الأذن ، وقد وقرت أذنه توقر وقرا أي صمت ،
[ ص: 31 ] وقياس مصدره التحريك إلا أنه جاء بالتسكين وقد تقدم في " الأنعام " القول فيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3فالجاريات يسرا السفن تجري بالرياح يسرا إلى حيث سيرت . وقيل : السحاب ، وفي جريها يسرا على هذا القول وجهان ؛ أحدهما : إلى حيث يسيرها الله تعالى من البلاد والبقاع . الثاني : هو سهولة تسييرها ; وذلك معروف عند العرب ، كما قال
الأعشى :
كأن مشيتها من بيت جارتها مشي السحابة لا ريث ولا عجل