4629 406 - حدثنا حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، عن سليمان بن بلال ، عن يحيى ، أنه سمع عبيد بن حنين رضي الله عنهما يحدث أنه قال : ابن عباس عن آية ، فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجا ، فخرجت معه ، فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له ، قال : فوقفت له حتى فرغ ، ثم سرت معه فقلت له : يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه ؟ فقال : تلك عمر بن الخطاب حفصة [ ص: 250 ] قال : فقلت : والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك ، قال : فلا تفعل ، ما ظننت أن عندي من علم فاسألني ، فإن كان لي علم خبرتك به ، قال : ثم قال وعائشة والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل ، وقسم لهن ما قسم قال : فبينا أنا في أمر أتأمره ; إذ قالت امرأتي : لو صنعت كذا وكذا ، قال فقلت لها ما لك ، ولما هاهنا فيما تكلفك في أمر أريده ، فقالت لي : عجبا لك يا عمر : ما تريد أن تراجع أنت ، وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان ، فقام ابن الخطاب فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على عمر فقال لها : يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان ؟ فقالت حفصة ، والله إنا لنراجعه ، فقلت : تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم ، يا بنية لا تغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها - يريد حفصة : - قال : ثم خرجت حتى دخلت على عائشة لقرابتي منها ، فكلمتها ، فقالت أم سلمة عجبا لك يا أم سلمة : دخلت في كل شيء ، حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه ، فأخذتني والله أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد ، فخرجت من عندها ، وكان لي صاحب من ابن الخطاب الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر ، وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر ، ونحن نتخوف ملكا من ملوك غسان ، ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا ، فقد امتلأت صدورنا منه ، فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب فقال : افتح افتح ، فقلت : جاء الغساني ، فقال : بل أشد من ذلك اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه ، فقلت : رغم أنف حفصة فأخذت ثوبي ، فأخرج حتى جئت ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة له يرقى عليها بعجلة ، وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسود على رأس الدرجة ، فقلت له : قل هذا وعائشة ، فأذن لي ، قال عمر بن الخطاب فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ، فلما بلغت حديث عمر : تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء ، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ، وإن عند رجليه قرظا مصبوبا ، وعند رأسه أهب معلقة ، فرأيت أثر الحصير في جنبه ، فبكيت فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : يا رسول الله إن أم سلمة كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله ، فقال : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة . مكثت سنة أريد أن أسأل