الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4671 قال محمد بن شهاب : فأخبرني أبو سلمة أن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي ، قال في حديثه : بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، ففزعت منه فرجعت ، فقلت : زملوني زملوني فدثروه ، فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر قال أبو سلمة : وهي الأوثان التي كان أهل الجاهلية يعبدون ، قال : ثم تتابع الوحي .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 307 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 307 ] هذا موصول بالإسنادين المذكورين في أول الباب ، ومحمد بن شهاب هو الزهري . قوله : " فأخبرني " معطوف على محذوف ، والتقدير ، قال ابن شهاب : فأخبرني عروة بما تقدم ، وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف . قوله : " أن جابر بن عبد الله " ، وهذا أيضا مرسل الصحابي ; لأن جابرا لم يدرك زمان القصة ، ولكن يحتمل أن يكون سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو من صحابي آخر قد حضرها . قوله : " فرفعت رأسي " ، ويروى فرفعت بصري . قوله : " ففزعت منه " كذا في رواية ابن المبارك عن يونس ، وفي رواية ابن وهب عند مسلم فجئثت منه بضم الجيم ، وكسر الهمزة ، وسكون الثاء المثلثة من جأث الرجل إذا فزع ، فهو مجئوث ، ويروى فجثثت بضم الجيم ، وكسر الثاء المثلثة الأولى ، ويروى فرعبت منه بضم الراء ، وكسر العين على صيغة المجهول ، ورواية الأصيلي رعبت بفتح الراء وضم العين من الرعب ، وهو الخوف ، ويروى ففرقت بالفاء ، والراء ، والقاف من الفرق بالتحريك ، وهو الخوف ، والفزع ، يقال : فرق يفرق من باب علم يعلم فرقا . قوله : " وهي الأوثان " جمع وثن ، وإنما أنث الضمير الراجع إلى الرجز باعتبار الجنس ، وقد مر في تفسير المدثر . قوله : " ثم تتابع الوحي " ، أي استمر .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية