الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6035 89 - حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الملك بن صباح ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن ابن أبي موسى ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء : رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  وعبد الملك بن صباح بفتح الصاد المهملة وتشديد الباء الموحدة البصري وما له في البخاري إلا هذا الموضع ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، وابن أبي موسى قال الكرماني : الطريق الذي بعده يشعر بأن المراد به أبو بردة بن أبي موسى يعني : عامرا ، والرواية التي بعد الطريق أنه هو أبو بكر بن أبي موسى ، لكن قال الكلاباذي : هو عمرو بن أبي موسى ، وأبو موسى هو عبد الله بن قيس الأشعري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الدعوات أيضا عن عبيد الله بن معاوية ، وعن محمد بن بشار به .

                                                                                                                                                                                  قوله : " خطيئتي " هي الذنب ويجوز فيه تسهيل الهمزة فيقال خطية بتشديد الياء .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وجهلي " الجهل ضد العلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وإسرافي " الإسراف هنا التجاوز عن الحد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " في أمري " قال الكرماني : يحتمل أن يتعلق بالإسراف خاصة ، وأن يتعلق بغيره على سبيل التنازع بين العوامل .

                                                                                                                                                                                  قوله : " خطاياي " جمع خطيئة وقد مر الكلام فيه عن قريب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وعمدي " العمد ضد السهو ، والجهل ضد العلم ، والهزل ضد الجد ، وعطف العمد على الخطأ إما عطف الخاص على العام باعتبار أن الخطيئة أعم من التعمد ، أو من عطف أحد المتقابلين على الآخر بأن يحمل الخطيئة على ما وقع على سبيل الخطأ .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أنت المقدم " أي : تقدم من تشاء من خلقك إلى رحمتك بتوفيقك " وأنت المؤخر " تؤخر من تشاء عن ذلك بخذلانك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية