الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6238 19 - حدثني محمود بن غيلان ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان المنطق ، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك ويكذبه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة التي هي الآيات التي تدل على أن كل شيء غير خارج عن سابق قدره ، وكذلك حديث الباب لأن الزنا [ ص: 157 ] ودواعيه كل ذلك مكتوب مقدر على العبد غير خارج من سابق قدره .

                                                                                                                                                                                  ومحمود بن غيلان بفتح الغين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف ، وعبد الرزاق بن همام ، ومعمر هو ابن راشد ، وابن طاوس هو عبد الله يروي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ما رأيت شيئا أشبه باللمم " بفتحتين وهو صغار الذنوب ، وأصله ما يلم به الشخص من شهوات النفس ، والمفهوم من كلام ابن عباس أنه النظر والنطق ، وقال الخطابي : يريد به المعفو عنه المستثنى في كتاب الله الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم وسمى المنطق والنظر زنا لأنهما من مقدماته وحقيقته إنما يقع بالفرج ، وعن ابن عباس اللمم أن يتوب من الذنوب ولا يعاودها ، وروي عنه : كل ما دون الزنا فهو اللمم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فزنا العين النظر " أي : النظر إلى الأجنبية ، وقال ابن مسعود : العينان تزنيان بالنظر ، والشفتان تزنيان وزناهما التقبيل ، واليدان تزنيان وزناهما اللمس ، والرجلان تزنيان وزناهما المشي ، وقيل : إنما سميت هذه الأشياء زنا لأنها دواعي إليه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لا محالة " بفتح الميم أي : لا بد له من ذلك ولا تحول له عنه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " تمنى " أصله تتمنى فحذفت منه إحدى التاءين .

                                                                                                                                                                                  قوله : " والفرج يصدق ذلك ويكذبه " يعني : إذا قدر على الزنا فيما كان فيه النظر والتمني كان زنا صدق ذلك فرجه ، وإن امتنع وخاف ربه كذب ذلك فرجه ، وتكتب له حسنة ، قيل : التصديق والتكذيب من صفات الإخبار . وأجيب : بأن إطلاقهما هنا على سبيل التشبيه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية