الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6036 90 - حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد ، حدثنا إسرائيل ، حدثنا أبو إسحاق ، [ ص: 21 ] عن أبي بكر بن أبي موسى وأبي بردة ، أحسبه عن أبي موسى الأشعري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو : اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي ، وكل ذلك عندي .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في الحديث المذكور عن محمد بن المثنى ضد المفرد ، عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي البصري ، قال الكرماني : ويروى عن عبد الحميد ، والأول هو الصحيح عن إسرائيل بن يونس عن جده أبي إسحاق عمرو ، عن أبي بكر وأبي بردة ابني أبي موسى ، عن أبي موسى الأشعري ولم يشك فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وما أنت أعلم به مني " أي : من الذنوب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وخطئي " هكذا بالإفراد في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره خطاياي بالجمع .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وكل ذلك عندي " أي : أنا متصف بهذه الأشياء فاغفرها ، وقال الكرماني : قال القرافي في ( كتاب القواعد ) : قول القائل في دعائه : اللهم اغفر لي ولجميع المسلمين دعاء بالمحال ، لأن صاحب الكبيرة يدخل النار ودخول النار ينافي الغفران ، أقول فيه منع ومعارضة ، أما المنع فلا نسلم المنافاة إذ المنافي هو الدخول المخلد كما للكفار إذ الإخراج من النار بالشفاعة ونحوها أيضا غفران ، وأما المعارضة فهي بقوله تعالى حكاية عن نوح عليه السلام : رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات وقال بعضهم : نقل الكرماني تبعا لمغلطاي عن القرافي إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  قلت : قط لم يتبع الكرماني أحدا في نقله هذا عن القرافي ، وفيه ترك الأدب أيضا حيث يصرح بقوله مغلطاي ، ولو كان الشيخ علاء الدين مغلطاي تلميذه أو رفيقه في الاشتغال لم يكن من الأدب أن يذكره باسمه بدون التعظيم ، وقال في آخر كلامه : لم يظهر لي مناسبة ذكر هذه المسألة في هذا الباب .

                                                                                                                                                                                  قلت : وجه المناسبة في ذلك أظهر من كل شيء ، وقد ظهر لغيره من أصحاب التحقيق ما لم يظهر له لقصور تأمله ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية