الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6076 قال عمر : اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا ، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في الآية المذكورة : إنا لا نستطيع أي : لا نقدر إلا أن نفرح بما زينته لنا أي : بما حصل لنا مما في آية زين للناس حب الشهوات من النساء ثم لما رأى أن فتنة المال والغنى مسلطة على من فتحه الله عليه لتزيين الله تعالى له ولشهوات الدنيا في نفوس العباد دعا الله تعالى بقوله : اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه لأن من أخذ المال من حقه ووضعه في حقه فقد سلم من فتنته ، وهذا الأثر وصله الدارقطني في ( غرائب مالك ) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد - هو الأنصاري - أن عمر بن الخطاب أتي بمال من المشرق يقال له : نفل كسرى ، فأمر به فصب وغطي ثم دعا الناس فاجتمعوا ، ثم أمر به فكشف عنه ، فإذا هو حلي كثير وجواهر ومتاع ، فبكى عمر رضي الله تعالى عنه وحمد الله عز وجل ، فقالوا : ما يبكيك يا أمير المؤمنين هذه غنائم غنمها الله لنا ونزعها من أهلها ؟ فقال : ما فتح الله من هذا على قوم إلا سفكوا دماءهم واستحلوا حرمتهم ، قال : فحدثني زيد بن أسلم أنه بقي من ذلك المال مناطق وخواتم ، فرفع فقال له عبد الله بن أرقم : حتى متى تحبسه لا تقسمه ؟ قال : بلى إذا رأيتني فارغا فأذني به ، فلما رآه فارغا بسط شيئا في حش نخلة ثم جاء به في مكتل فصبه ، فكأنه استكثره ثم قال : اللهم أنت قلت : زين للناس حب الشهوات الآية حتى فرغ منها ثم قال : لا نستطيع إلا أن نحب ما زينت لنا ، فقني شره وارزقني أن أنفقه في حقك ، فما قام حتى ما بقي منه شيء ، وهذا التعليق قد سقط في رواية أبي زيد المروزي .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية