الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6083 35 - حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا الأعمش قال : سمعت أبا وائل قال : عدنا خبابا فقال : هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نريد وجه الله ، فوقع أجرنا على الله تعالى ، فمنهم من مضى لم يأخذ من أجره شيئا منهم : مصعب بن عمير قتل يوم أحد وترك نمرة ، فإذا غطينا رأسه بدت رجلاه ، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه ، فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئا من الإذخر ، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قضية مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  والحميدي عبد الله بن الزبير بن عيسى منسوب إلى أحد أجداده حميد ، وسفيان هو ابن عيينة ، والأعمش سليمان ، وأبو وائل شقيق بن سلمة .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجنائز في باب إذا لم يجد كفنا إلا ما يواري رأسه ، فإنه أخرجه هناك عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش إلى آخره ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " عدنا " من العيادة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم " أي : إلى المدينة بأمره وإذنه ، والمراد بالمعية الاشتراك في حكم الهجرة إذ لم يكن معه إلا أبو بكر وعامر بن فهيرة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " نريد وجه الله " ويروى : نبتغي وجه الله ، أي : جهة ما عنده من الثواب لا جهة الدنيا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فوقع " قال الكرماني : أي : ثبت أجرنا على الله كالشيء الواجب أو ثبت بحسب ما وعد العباد .

                                                                                                                                                                                  قلت : الأحسن أن يقال : ثبت جزاؤنا بحسب وعده ولا يجب على الله شيء .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فمنهم " أي : فمن الذين هاجروا " من مضى لم يأخذ من أجره شيئا " وفي روايته المتقدمة في الجنائز : فمنا من مات ولم يأكل من أجره شيئا ، أي : من عرض الدنيا .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : الأجر ثواب الآخرة .

                                                                                                                                                                                  قلت : نعم الدنيا أيضا من جملة الخير والأجر .

                                                                                                                                                                                  قوله : " مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي يجتمع مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في قصي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قتل يوم أحد " أي : قتل شهيدا في غزوة أحد
                                                                                                                                                                                  وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يومئذ .

                                                                                                                                                                                  قوله : " نمرة " بفتح النون وكسر الميم ثم راء هي إزار من صوف مخطط أو بردة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أينعت " بفتح الهمزة وسكون الياء آخر الحروف وفتح النون والعين المهملة أي : حان قطافها ، واليانع النضيج ويروى ينعت بدون الهمزة وهي لغة ، قال الفراء : أينعت أكثر .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يهدبها " بفتح أوله وسكون الهاء وكسر الدال المهملة وضمها أي : يجتنيها ويقطعها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية