الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6094 46 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، حدثني ابن أبي حازم ، عن أبيه ، عن يزيد بن رومان ، عن عروة ، عن عائشة أنها قالت لعروة : ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار ، فقلت : ما كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان التمر والماء ، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائح ، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبياتهم فيسقيناه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة مثل مطابقة الحديث السابق ، وابن أبي حازم هو عبد العزيز ، وأبوه سلمة بن دينار ، ويزيد من الزيادة ابن رومان بضم الراء أبو روح الأسدي المدني ، مولى آل الزبير بن العوام .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في أول الهبة عن عبد العزيز المذكور بعين هذا الإسناد والمتن ، وفيه فقلت : يا خالة ما كان يعيشكم ؟ .

                                                                                                                                                                                  قوله : " من أبياتهم " وهناك من ألبانهم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ابن أختي " أي : يا ابن أختي ، وحرف النداء محذوف ، وكانت أم عروة أسماء بنت أبي بكر الصديق أخت عائشة رضي الله تعالى عنهم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إن كنا لننظر " كلمة إن مخففة من الثقيلة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلى الهلال " أي : الثالث وهو هلال الشهر الثالث لأنه يرى عند انقضاء الشهرين ، وبرؤيته يدخل الشهر الثالث .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يعيشكم " بضم الياء وفتح العين وتشديد الياء آخر الحروف المكسورة وبالشين المعجمة أي : المضمومة ، ويروى يعيشكم بضم الياء وكسر العين وسكون الياء من أعاشه الله أي : أعطاه العيش .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلا أنه " كلمة إلا بمعنى لكن " وأنه " أي : وأن الشأن .

                                                                                                                                                                                  قوله : " منائح " جمع منيحة ، وفي ( المغرب ) المنيحة والمنحة الناقة الممنوحة ، ومنيحة اللبن أن يعطى الرجل ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي : يعطونه من المنائح .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فيسقيناه " أي : يسقينا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، ويروى : فيسقيني بالإفراد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية