الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6115 67 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن ربعي ، عن حذيفة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله ، فقال لأهله : إذا أنا مت فخذوني فذروني في البحر في يوم صائف ، ففعلوا به ، فجمعه الله ثم قال : ما حملك على الذي صنعت ؟ قال : ما حملني إلا مخافتك ، فغفر له .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في آخر الحديث . وجرير : هو ابن عبد الحميد ، ومنصور : هو ابن المعتمر ، وربعي : بكسر الراء وسكون الباء الموحدة وكسر العين المهملة وتشديد الياء ، ابن حراش ، بكسر الحاء المهملة وبالراء المخففة والشين المعجمة ، وحذيفة : ابن اليمان ، ورجال السند كلهم كوفيون . والحديث مضى في ذكر بني إسرائيل عن موسى بن إسماعيل ، وأخرجه النسائي في الجنائز وفي الرقائق عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ممن كان قبلكم " يعني : من بني إسرائيل . قوله : " يسيء الظن بعمله " يعني : بعمله الذي كان معصية ، وكان نباشا . قوله : " فذروني في البحر " بضم الذال ، من الذر وهو التفريق ، يقال : ذررت الملح أذره ، ويروى بفتح الذال من التذرية ، يقال ذرت الريح الشيء وأذرته وذرته أي : أطارته وأذهبته ، ويروى " أذروني " بهمزة قطع وسكون الذال من أذرت العين دمعها ، ومنه تذروه الرياح قوله : " في يوم صائف " أي : حار ، بتشديد الراء من الحرارة ، وروي للمروزي والأصيلي " في يوم حاز " بالزاي الثقيلة بمعنى أنه يحز البدن لشدة حره ، وروي لأبي ذر عن المستملي والسرخسي " في يوم حار " بالراء ، كما ذكرنا أولا ، وكذا روي لكريمة عن الكشميهني ، وذكر بعضهم رواية المروزي بنون بدل الزاي ، وقال ابن فارس : الحون ريح يحن كحنين الإبل .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية