الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6147 99 - حدثنا إسماعيل ، قال : حدثني مالك ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن معبد بن كعب بن مالك ، عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري ، أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال : مستريح ومستراح منه . قالوا : يا رسول الله ، ما المستريح والمستراح منه ؟ قال : العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله عز وجل ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة يمكن أخذها من قوله : " يستريح من نصب الدنيا " ومن جملة النصب سكرة الموت . وإسماعيل بن أبي أويس ، واسمه عبد الله المدني ، ابن أخت مالك بن أنس الذي روى عنه ، ومحمد بن عمرو بن حلحلة : بفتح الحاءين المهملتين وإسكان اللام الأولى ، وليس له عن معبد غيره ، ومعبد : بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح الباء الموحدة ، ابن كعب بن مالك الأنصاري ، وأبو قتادة : اسمه الحارث بن ربعي ، بكسر الراء وسكون الباء الموحدة وكسر العين المهملة وتشديد الياء . والحديث أخرجه مسلم في الجنائز عن قتيبة عن مالك به ، وعن غيره ، وأخرجه النسائي أيضا فيه عن قتيبة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " مر عليه بجنازة " على صيغة المجهول . قوله : " ومستراح " الواو فيه بمعنى أو ، أو هي للتقسيم على ما صرح بمقتضاه في جواب سؤالهم . قوله : " من نصب الدنيا " النصب التعب والمشقة . قوله : " وأذاها " من عطف العام على الخاص . وقال ابن التين : يحتمل أن يراد بالمؤمن المتقي خاصة ، ويحتمل كل مؤمن ، والفاجر يحتمل أن يراد به الكافر ويحتمل أن يدخل فيه العاصي ، أما راحة العباد منه فلما كان لهم من ظلمه وأما راحة البلاد فلما كان من غصبها ومنعها من حقها وصرف ما يحصل منها إلى غير أهله في غير وجهه ، وأما راحة الشجر فلما كان من قلعه إياها بالغصب أو من أخذ ثمره كذلك ، لكن الراحة هنا لصاحب الشجر ، وإسناد الراحة إليه مجاز ، وأما راحة الدواب فلما كان من استعمالها فوق طاقتها والتقصير في أكلها وشربها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية