الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6149 101 - حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، سمع أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يتبع الميت ثلاثة ، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد ; يتبعه أهله وماله وعمله ، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  تؤخذ مطابقته للترجمة من قوله : " يتبع الميت " لأن كل ميت يقاسي سكرة الموت . والحميدي : هو عبد الله بن الزبير بن عيسى ، منسوب إلى أحد أجداده ، حميد مصغر حمد ، وسفيان : هو ابن عيينة ، وليس لشيخه عبد الله بن أبي بكر عن أنس غير هذا الحديث . وأخرجه مسلم في الزهد عن يحيى بن يحيى وزهير بن حرب ، وأخرجه الترمذي فيه عن سويد بن نصر ، وأخرجه النسائي في الرقائق عن سويد بن نصر ، وفي الجنائز عن قتيبة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يتبع الميت " هكذا هو في رواية الأكثرين والسرخسي ، وفي رواية المستملي " يتبع المرء " وفي رواية أبي ذر عن الكشميهني " يتبع المؤمن " ، والأول هو المحفوظ ، قيل : التبعية في بعضها حقيقة وفي بعضها مجاز ، فكيف جاز استعمال لفظ واحد فيهما ؟ وأجيب بأنه يجوز عند الشافعية ذلك ، وأما عند غيرهم فيحمل على عموم المجاز . قوله : " يتبعه أهله " إلى آخره ، توضيح قوله " ثلاثة " ، وهذا يقع في الأغلب ، ورب ميت لا يتبعه إلا عمله فقط . قوله : " وماله " مثل رقيقه ودوابه على ما جرت به عادة العرب . قوله : " ويبقى عمله " ومعنى بقاء عمله أنه إن كان صالحا يأتيه في صورة رجل حسن الوجه حسن الثياب حسن الرائحة فيقول : أبشر بالذي يسرك ، فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، وقال في الحديث في حق الكافر " ويأتيه رجل قبيح الوجه فيقول : أنا عملك الخبيث " ، هذا وقع هكذا في حديث البراء بن عازب ، أخرجه أحمد وغيره .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية