الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6164 116 - حدثنا إسماعيل ، حدثني أخي ، عن سليمان ، عن ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أول من يدعى يوم القيامة آدم فتراءى ذريته ، فيقال : هذا أبوكم آدم ! فيقول : لبيك وسعديك ، فيقول : أخرج بعث جهنم من ذريتك . فيقول : يا رب ، كم أخرج ؟ فيقول : أخرج من كل مائة تسعة وتسعين . فقالوا : يا رسول الله ، إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقى منا ! قال : إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة يمكن أن يقال من حيث إن الذي تضمنه هذا الحديث إنما يكون بعد الحشر يوم القيامة . إسماعيل : هو ابن أبي أويس ، وأخوه عبد الحميد ، وسليمان : هو ابن بلال ، وثور : بالثاء المثلثة هو ابن زيد الديلي ، وأبو الغيث : هو سالم مولى عبد الله بن مطيع ، وهؤلاء كلهم مدنيون ، والحديث من أفراده ، ونظيره عن أبي سعيد الخدري مر في كتاب الأنبياء في باب قصة يأجوج ومأجوج ، ويجيء الآن أيضا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فتراءى " يقال : تراءى لي ، أي : ظهر وتصدى لأن أراه ، وتفسير " لبيك وسعديك " قد مر عن قريب ، ومضى في كتاب الحج أيضا ، قوله : " فيقول أخرج " أي : يقول الله تعالى أخرج بفتح الهمزة من الإخراج . قوله : " بعث جهنم " منصوب ، لأنه مفعول أخرج ، وبعث جهنم هم الذين استحقوا أن يبعثوا إلى النار ، أي : أخرج من جملة الناس الذين هم أهل النار وميزهم وابعثهم إلى النار . قوله : " كم أخرج ؟ " بضم الهمزة من الإخراج ، وجل قوله : " فيقول " أي : فيقول الله عز وجل " أخرج " بفتح الهمزة من الإخراج أيضا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية