الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6238 وقال منصور بن النعمان عن عكرمة عن ابن عباس : وحرم، بالحبشية وجب .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  منصور بن النعمان اليشكري البصري ، سكن مرو ثم بخارى ، وما له في البخاري سوى هذا الموضع ، وقال الكرماني : منصور بن النعمان في النسخ هكذا ، لكن قالوا : صوابه منصور بن المعتمر السلمي الكوفي ، وهذا التعليق رواه أبو جعفر عن ابن قهزاد عن أبي عوانة عنه ، هكذا قاله صاحب ( التلويح ) وتبعه صاحب ( التوضيح ) ، وقال بعضهم : لم أقف على ذلك في ( تفسير أبي جعفر الطبري ) .

                                                                                                                                                                                  قلت : هذا مجرد تشنيع وعدم وقوفه على هذا لا يستلزم عدم وقوف غيره ، ونسخ الطبري كثيرة فلا تخلو عن زيادة ونقصان .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وحرم بالحبشية وجب " يعني معنى حرم باللغة الحبشية وجب ، وروى غير عكرمة عن ابن عباس : وجب عليهم أنهم لا يتوبون يعني : في تفسير قوله عز وجل : وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون وعن أبي عبيدة " لا " هنا زائدة ، وذهب إلى أن حراما على بابه ، وأنكر البصريون زيادة " لا " هنا ، وقيل : المعنى وحرام أن يتقبل منهم عمل لأنهم لا يرجعون ، أي : لا يتوبون ، وكذا قال الزجاج ، وقيل : الحرام المنع ، فالمعنى حرام عليهم الرجوع إلى الدنيا ، وقال المهلب : وجب عليهم أنهم لا يتوبون ، وحرم وحرام بمعنى واحد والتقدير : وحرام على قرية أردنا إهلاكها التوبة من كفرهم ، وهذا كقوله : أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن أي : تقدم علم الله في قوم نوح أنه لن يؤمن منهم غير من آمن ، ولذلك قال نوح عليه السلام رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إلى قوله : فاجرا كفارا إذ قد أعلمتني " أنه لن يؤمن منهم إلا من قد آمن " وأهلكهم لعلمه تعالى أنهم لا يرجعون إلى الإيمان .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية