الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6294 47 - حدثني إسحاق بن إبراهيم ، سمع عبد العزيز بن عبد الصمد ، حدثنا منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الظهر ، فزاد أو نقص منها ، قال منصور : لا أدري إبراهيم وهم أم علقمة قال : قيل : يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت ؟ قال : وما ذاك ؟ قالوا : صليت كذا وكذا ، قال : فسجد بهم سجدتين ثم قال : هاتان السجدتان لمن لا يدري زاد في صلاته أم نقص ، فيتحرى الصواب ، فيتم ما بقي ثم يسجد سجدتين .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " أم نسيت " ولكن بالتعسف والأحسن أن يقال : ذكر هذا الحديث بطريق الاستطراد للحديث السابق .

                                                                                                                                                                                  وإسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " سمع عبد العزيز " تقديره أنه سمع عبد العزيز ، وعادتهم أنهم يسقطون مثل هذا في الخط في بعض الأحيان ، وعبد العزيز هو ابن عبد الصمد العمي بفتح العين المهملة وتشديد الميم البصري .

                                                                                                                                                                                  قلت : العمي نوعان : الأول منسوب إلى قبيلة عم من بني تيم وفيهم كثرة . والثاني : لقب زيد بن الحواري لقب به لأنه كلما كان يسأل عن شيء قال : حتى أسأل عمي ، وأما عبد العزيز المذكور فالظاهر أنه منسوب إلى عم القبيلة ، وقد ذكر ابن ماكولا جماعة ينسبون إلى عم ، ومنصور هو ابن المعتمر ، وإبراهيم هو النخعي ، وعلقمة هو ابن قيس .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في الصلاة في باب التوجه نحو القبلة عن عثمان ، عن جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : قال عبد الله : صلى النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله الحديث " فزاد أو نقص " شك من الراوي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال منصور : لا أدري إبراهيم وهم " أي : في الزيادة والنقصان " أم علقمة " أي : أو وهم علقمة وهو بفتح الهاء قال الجوهري : وهمت في الحساب أوهم أي : غلطت وسهوت ، ووهمت في الشيء بالفتح أوهم وهما إذا ذهب وهمك إليه وأنت تريد غيره ، وقال الكرماني : فإن قلت : لفظ أقصرت صريح في أنه نقص .

                                                                                                                                                                                  قلت : هذا خلط من الراوي وجمع بين الحديثين ، وقد فرق بينهما على الصواب في كتاب الصلاة ، قال في باب استقبال القبلة عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال إبراهيم : لا أدري زاد أو نقص ، فلما سلم قيل له : يا رسول الله ، أحدث في الصلاة شيء ؟ قال : وما ذاك ؟ قالوا : صليت كذا . . . إلى آخره ، وقال في باب سجود السهو عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين : أقصرت الصلاة أم نسيت ؟ ويحتمل أن يجاب بأن المراد من القصر لازمه وهو التغير ، فكأنه قال : أغيرت الصلاة عن وضعها . انتهى .

                                                                                                                                                                                  قلت : في رواية جرير عن منصور قال : قال إبراهيم : لا أدري أزاد أو نقص ، فجزم بأن إبراهيم هو الذي تردد ، وهذا يدل على أن منصورا حين حدثت عبد العزيز كان مترددا هل علقمة قال ذلك أو إبراهيم ، وحين حدث جريرا كان جازما بإبراهيم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يتحرى " أي : يجتهد في تحقيق الحق بأن يأخذ بالأقل له .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية