الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  968 56 - حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن شريك، عن أنس بن مالك - أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما، ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل; فادع الله يغيثنا! فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: اللهم أغثنا! اللهم أغثنا! اللهم أغثنا! قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب، ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بيت، ولا دار. قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت. فلا والله ما رأينا الشمس ستا.

                                                                                                                                                                                  ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبله قائما، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل; فادع الله يمسكها عنا! قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: اللهم حوالينا، ولا علينا! اللهم على الآكام، والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر! قال: فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس.
                                                                                                                                                                                  قال شريك: سألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول؟ فقال: ما أدري.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وأعاد حديث أنس المذكور لأجل هذه الترجمة، ولبيان اختلاف سنده; فإنه روي أولا عن محمد بن سلام عن أبي ضمرة عن شريك بن عبد الله ، وهذا رواه عن قتيبة ، عن إسماعيل بن جعفر أبي إبراهيم الأنصاري المدني عن شريك المذكور عن أنس ، وهو أيضا من الرباعيات.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يوم الجمعة " بالألف واللام في رواية الأكثرين، وفي رواية كريمة بالتنكير.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قائما " حال من الضمير الذي في " استقبل ".

                                                                                                                                                                                  قوله: " يغيثنا " ، بضم الياء، وقد مر بيانه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فأقلعت " ، بفتح الهمزة من الإقلاع، والإقلاع عن الأمر الكف عنه، والإمساك، يقال: فلان أقلع عما كان عليه. ووجه تأنيثها باعتبار السحابة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية