الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  999 ( وكان يحدث كثير بن عباس: أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، كان يحدث يوم خسفت الشمس بمثل حديث عروة، عن عائشة فقلت لعروة: إن أخاك يوم خسفت بالمدينة، لم يزد على ركعتين مثل الصبح ؟ قال: أجل; لأنه أخطأ السنة . )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قوله " كان يحدث كثير بن عباس " هو مقول الزهري عطفا على قوله " حدثني عروة "، وقوله " كثير " بالرفع اسم كان، وخبره قوله " يحدث " مقدما، وقد وقع صريحا في رواية مسلم من طريق الزبيدي عن الزهري بلفظ: قال كثير بن العباس يحدث: أن ابن عباس كان يحدث عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس مثل ما حدث عروة ، عن عائشة ، وحديث عروة عن عائشة هو ما روى عروة عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر في صلاة الخسوف بقراءته، فصلى أربع ركوعات في ركعتين، وأربع سجدات . قال الزهري : وأخبرني كثير بن عباس ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه صلى أربع ركوعات في ركعتين، وأربع سجدات . إلى هنا لفظ مسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله " فقلت " القائل هو الزهري .

                                                                                                                                                                                  قوله " أن أخاك " يعني عبد الله بن الزبير .

                                                                                                                                                                                  قوله " مثل الصبح " أي مثل صلاة الصبح في العدد والهيئة .

                                                                                                                                                                                  قوله " قال أجل " أي قال عروة نعم صلى كذلك . وفي رواية ابن حبان ، فقال: أجل كذلك صنع لأنه أخطأ السنة . أي لأن عبد الله بن الزبير أخطأ السنة ; لأن السنة هي أن تصلى في كل ركعة ركوعان .

                                                                                                                                                                                  وقال بعضهم: وتعقب بأن عروة تابعي، وعبد الله صحابي، فالأخذ بفعله أولى، ثم أجاب بما حاصله أن ما صنعه عبد الله يتأدى به أصل السنة، وإن كان فيه تقصير بالنسبة إلى كمال السنة، ويحتمل أن يكون عبد الله أخطأ السنة من غير قصد ; لأنها لم تبلغه .

                                                                                                                                                                                  قلت: وقد قلنا في أول أبواب الكسوف: إن عروة أحق بالخطإ من عبد الله الصاحب الذي عمل بما علم، وعروة أنكر ما لا يعلم، ولا نسلم أنها لم تبلغه لاحتمال أنه بلغه من أبي بكرة أو من غيره، مع بلوغ حديث عائشة إياه، فاختار حديث أبي بكرة لموافقته القياس، فإذا لا يقال فيه: إنه أخطأ السنة، والله أعلم بالصواب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية