الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1004 ( وصلى ابن عباس لهم في صفة زمزم )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي صلى للقوم عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما في صفة زمزم ، والصفة بضم الصاد المهملة وتشديد الفاء، قال ابن التين : صفة زمزم ، قيل: كانت أبنية يصلي فيها ابن عباس ، والصفة موضع مظلل يجعل في دار، أو في حوش . وقال ابن الأثير في ذكر أهل الصفة : هم فقراء المهاجرين ، ولم يكن لواحد منهم منزل يسكنه، فكانوا يأوون إلى موضع مظلل في مسجد المدينة يسكنونه . وقال الكرماني : صفة بضم المهملة، وفي بعضها بالمعجمة، وهي بالكسر والفتح جانب الوادي، وصفتاه جانباه . وهذا التعليق رواه ابن أبي شيبة ، عن غندر حدثنا ابن جريج ، عن سليمان الأحول ، عن طاوس : أن الشمس انكسفت على عهد ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وصلى على صفة زمزم ركعتين في كل ركعة أربعة سجدات .

                                                                                                                                                                                  ورواه الشافعي ، وسعيد بن منصور جميعا، عن سفيان بن عيينة ، عن سليمان الأحول ، سمعت طاوسا يقول: كسفت الشمس، فصلى بنا ابن عباس في صفة زمزم ست ركوعات في أربع سجدات . وبين الروايتين مخالفة، وقال البيهقي : روى عبد الله بن أبي بكر ، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال: رأيت ابن عباس رضي الله تعالى عنه صلى على ظهر زمزم في كسوف الشمس ركعتين، في كل ركعة ركوعان .

                                                                                                                                                                                  وقال الشافعي : إذا كان عطاء ، وعمرو ، وصفوان ، والحسن ، يروون عن ابن عباس خلاف سليمان الأحول كانت رواية ثلاثة أولى أن تقبل، ولو ثبت عن ابن عباس أشبه أن يكون ابن عباس فرق بين خسوف الشمس والقمر، وبين الزلزلة . فقد روي: أنه صلى في زلزلة ثلاث ركوعات في ركعة، فقال: ما أدري أزلزلت الأرض أم بي أرض . أي رعدة . قال الجوهري : الأرض النفضة والرعدة، ثم نقل قول ابن عباس هذا .

                                                                                                                                                                                  قال أبو عمر : لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح أن الزلزلة كانت في عصره، ولا صحت عنه فيها سنة، وأول ما جاءت في الإسلام على عهد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  وفي " المعرفة " للبيهقي: صلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في زلزلة ست ركوعات في أربع سجدات، وخمس ركعات وسجدتين في ركعة، وركعة وسجدتين في ركعة . وقال الشافعي : لو ثبت هذا الخبر عن علي رضي الله تعالى عنه لقلنا به، وهم يثبتونه، ولا يقولون به .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية