الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1005 91 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن امرأته فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، أنها قالت: أتيت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس، فإذا الناس قيام يصلون، وإذا هي قائمة تصلي، فقلت: ما للناس؟ فأشارت بيدها إلى السماء، وقالت: سبحان الله. فقلت: آية؟ فأشارت: أي نعم. قالت: فقمت حتى تجلاني الغشي، فجعلت أصب فوق رأسي الماء، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا، حتى الجنة والنار، ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور، مثل أو قريبا من فتنة الدجال - لا أدري أيتهما قالت أسماء - يؤتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن، أو الموقن - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا، فيقال له: نم صالحا، فقد علمنا إن كنت لموقنا، وأما المنافق، أو المرتاب - لا أدري أيتهما قالت أسماء - فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته " .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله " فإذا الناس قيام يصلون، وإذا هي قائمة تصلي "، وقد مر هذا الحديث في باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس في كتاب العلم .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه هناك عن موسى بن إسماعيل ، عن وهيب ، عن هشام ، عن فاطمة ، عن أسماء ، وقد ذكرنا هناك أن البخاري أخرجه في مواضع .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه مسلم أيضا في الكسوف، وقد ذكرنا ما يتعلق به هناك مستقصى، وفاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام ، وأسماء بنت أبي بكر الصديق هي جدة فاطمة وهشام لأبويهما .

                                                                                                                                                                                  قوله " فأشارت " أي نعم . وفي رواية الكشميهني : أن نعم، بالنون بدل الياء آخر الحروف، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية