الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1013 98 - حدثنا محمود قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى ركعتين .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار الكرماني إلى وجه مطابقة هذا الحديث للترجمة بأن معرفة الصلاة في كسوف الشمس تغني عن معرفة الصلاة في كسوف القمر، فمن ذلك حصل الاستغناء بذكر أحدهما عن الآخر، فلذلك ذكر كسوف الشمس، وترجم عليه الصلاة في كسوف القمر .

                                                                                                                                                                                  " قلت ": هذا ليس بسديد، وحكى ابن التين أنه وقع في رواية الأصيلي في هذا الحديث: انكسف القمر، بدل الشمس، فإن صحت الرواية فالمطابقة ظاهرة، واستبعد هذا بعضهم بأنه تغيير لا معنى له، فلما عسرت عليه المطابقة غير الشمس بالقمر، قلت: استبعاده بعيد ; لأن الذي نقل هذا نسبه إلى رواية الأصيلي والذي قاله إنما يتوجه لو عرف المغير، ووقع إطباقهم على تغييره على أنه لا فساد فيه من جهة المعنى، ولا من جهة اللفظ، وقيل: هذا الحديث ليس فيه ذكر القمر لا بالتنصيص ولا بالإجمال، وأجاب بعضهم بأن هذا الحديث مختصر من مطوله الذي كان فيه: " فإذا كان ذلك فصلوا " بعد قوله: " إن الشمس والقمر " الحديث، ويؤخذ المقصود منه .

                                                                                                                                                                                  قلت: هذا أيضا فيه ما فيه وليس هناك بين الحديث والترجمة مطابقة أصلا ظاهرا إلا إذا اعتمدنا على ما نقله ابن التين ، عن الأصيلي ، أو يكون الناسخ بدل لفظ الشمس بالقمر في الترجمة، واستمر عليه، ومحمود بن غيلان بفتح الغين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف مر في باب النوم قبل العشاء، وسعيد بن عامر أبو محمد الضبعي بضم الضاد المعجمة وفتح الباء الموحدة أحد الأعلام البصري، وشعبة بن الحجاج ، ويونس بن عبيد ، والحسن هو البصري ، وأبو بكرة نفيع بن الحارث ، وقد مضى الكلام بأنواعه في هذا الحديث .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية