الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1069 (قال سفيان: وزاد عبد الكريم أبو أمية: ولا حول ولا قوة إلا بالله. قال سفيان: قال سليمان بن أبي مسلم: سمعه من طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  سفيان هو ابن عيينة المذكور في سند الحديث، وقيل: هذا موصول بالإسناد الأول، ووضع المزي على هذا علامة التعليق، وأبو أمية كنية عبد الكريم بن أبي المخارق البصري ، وأبو المخارق اسمه قيس ، وقال الحافظ المنذري : قد استشهد البخاري بابن أبي المخارق هذا في "باب التهجد بالليل" فقال: وقال سفيان يعني ابن عيينة : وزاد عبد الكريم أبو أمية " ولا حول ولا قوة إلا بالله "، وقال المقدسي في "كتاب رجال الصحيحين" فيمن اسمه عبد الكريم بن أبي المخارق : سمع مجاهدا في الحج، روى عن سفيان بن عيينة وهو حديث واحد عندهما عن مجاهد عن ابن أبي ليلى " عن علي رضي الله تعالى عنه قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقوم على بدنه، وأن أقسم جلودها وجلالها وأمرني أن لا أعطي الجازر منها، وقال: نحن نعطيه من عندنا " فهذا كما رأيت كلام المنذري يقوي ما مال إليه المزي من أنه معلق، وأن عبد الكريم استشهد به البخاري ، وكلام المقدسي يصرح بأنه من رجال البخاري ، وبهذا يرد ما قاله بعضهم: وليس لعبد الكريم هذا في صحيح البخاري إلا هذا الموضع، ولم يقصد البخاري التخريج له، فلأجل ذلك لا يعدونه من رجاله، وإنما وقعت عنه زيادة في الخبر غير مقصودة بذاتها (قلت): بين كلامه هذا وبين قوله فيما مضى: هذا موصول بالإسناد الأول تناقض لا يخفى.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قال سفيان " هو ابن عيينة أيضا، قال سليمان بن أبي مسلم إلى آخره، وأراد سفيان بذلك بيان سماع سليمان له من طاوس لأنه أولا أورده بالعنعنة، وصرح بذلك أيضا الحميدي في مسنده عن سفيان قال: حدثنا سليمان الأحول خال ابن أبي نجيح سمعت طاوسا فذكر الحديث، وقال في آخره: قال سفيان : وزاد في آخره عبد الكريم " ولا حول ولا قوة إلا بك " فيه لم يقلها سليمان ، وفي التلويح: وفي نسخة سمعته من طاوس وعلي بن خشرم ، ولم يذكره أحد من رجال البخاري رحمه الله، وإنما ذكر في رجال مسلم ، والله تعالى أعلم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية