الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1090 171 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني محمد بن جعفر عن حميد أنه سمع أنسا رضي الله عنه يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه شيئا، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئا، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته " وهو قيام الليل .

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله) وهم أربعة:

                                                                                                                                                                                  الأول: عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى أبو القاسم القرشي العامري .

                                                                                                                                                                                  الثاني: محمد بن جعفر بن أبي كثير ضد القليل، مر في "كتاب الحيض".

                                                                                                                                                                                  الثالث: حميد بضم الحاء ابن أبي حميد الطويل .

                                                                                                                                                                                  الرابع: أنس بن مالك .

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وفيه العنعنة في موضع واحد، وفيه السماع، وفيه القول في موضعين ماضيا ومضارعا، وفيه أن شيخه من أفراده وهو ومحمد بن جعفر مدنيان وحميد بصري.

                                                                                                                                                                                  وأخرجه البخاري أيضا في "الصوم" عن عبد العزيز بن محمد به.

                                                                                                                                                                                  (ذكر معناه) قوله: " أن لا يصوم منه " كلمة أن مصدرية في محل النصب على أنه مفعول يظن.

                                                                                                                                                                                  قوله: " منه شيئا " ، أي: من الشهر شيئا من الصوم، ولفظة شيئا في رواية الأصيلي وأبي ذر ، وفي رواية غيرهما ليس فيه هذا اللفظ.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وكان " ، أي: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ولا نائما " ، أي: ولا تشاء أن تراه من الليل نائما إلا رأيته نائما.

                                                                                                                                                                                  (والذي يستفاد من هذا الحديث) أن صلاته ونومه - صلى الله عليه وسلم - كان يختلف بالليل ولا يترتب وقتا معينا، بل بحسب ما تيسر له القيام، (فإن قلت): يعارضه حديث عائشة " كان إذا سمع الصارخ قام " (قلت): عائشة رضي الله تعالى عنها أخبرت بحسب ما اطلعت عليه ; لأن صلاة الليل غالبا كانت تقع منه في البيت، وخبر أنس محمول على ما وراء ذلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية