الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1082 1133 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12374إبراهيم بن سعد قال : ذكر nindex.php?page=showalam&ids=15975أبي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=651065nindex.php?page=treesubj&link=1255ما ألفاه السحر عندي إلا نائما . تعني : النبي - صلى الله عليه وسلم - . [مسلم : 742 - فتح: 3 \ 16]
ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : nindex.php?page=hadith&LINKID=651063 "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود ، وأحب الصيام إلى الله صيام داود ، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ، ويصوم يوما ويفطر يوما " .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق : قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=651064سألت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : nindex.php?page=treesubj&link=31001_31008_30509_1255أي العمل كان أحب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قالت : الدائم . قلت : متى كان يقوم ؟ قالت : يقوم إذا سمع الصارخ .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16967محمد بن سلام ، قال : أنا nindex.php?page=showalam&ids=11820أبو الأحوص- واسمه سلام بن سليم الحنفي ، مات هو nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد ، وخالد الطحان سنة سبع وسبعين ومائة- عن الأشعث قال : إذا سمع الصارخ قام فصلى .
[ ص: 56 ] قلت : والصارخ : الديك .
حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت : nindex.php?page=treesubj&link=1255ما ألفاه السحر عندي إلا نائما ، يعني : النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الشرح :
أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، والأربعة أيضا مختصرا أو مطولا . وكرره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قريبا .
وفي الصوم في مواضع ستة ، وفي أحاديث الأنبياء في موضعين ، والنكاح ، والأدب ، وفضائل القرآن ، والاستئذان .
وذكر عبد الحق في "أحكامه " أن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، وهو خطأ ، بينهما السائب بن فروخ كما أخرجه مسلم .
[ ص: 57 ] nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء هذا هو ابن أبي رباح ، صرح به المزي ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14704الطرقي أنه ابن السائب .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار منه : "وكان لا يفر إذا لاقى " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15689الحجاج بن أرطاة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، كذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق حجاج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، عنه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : ظن من لا بصيرة عنده : إنه حديث مضطرب ، وليس كذلك ، فإنه إذا تتبع اختلافه ، وضم بعضه إلى بعض انتظمت صورته ، وتناسب مساقه إذ ليس فيه اختلاف وتناقض ، بل يرجع اختلافه إلى أن ذكر بعضهم ما سكت عنه غيره ، وفصل بعض ما أجمله غيره .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الأول أخرجه أيضا في الرقاق . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم (د ) أيضا .
و (أشعث ) في إسناده هو nindex.php?page=showalam&ids=11866أبي الشعثاء سليم بن أسود .
وشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه (محمد ) قد أسلفنا أنه ابن سلام ، وكذا نسبه nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن .
قال الجياني : وفي نسخة أبي ذر ، عن أبي أحمد الحموي : حدثنا محمد بن سالم .
وقال أبو الوليد الباجي : محمد بن سالم ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وساق الحديث : حدثنا محمد بن سالم -وعلى سالم علامة الحموي- قال : [ ص: 58 ] وسألت عنه أبا ذر فقال : أراه ابن سلام ، وسها فيه أبو محمد الحموي .
ولا أعلم في طبقة شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري محمد بن سالم .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن محمد بن يحيى المروزي ، ثنا خلف بن هشام ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=11820أبو الأحوص ، عن أشعث ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق ، أو الأسود قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة . . الحديث . ثم قال : لم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بعد أشعث في هذا الوجه .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود : nindex.php?page=hadith&LINKID=673045كان إذا سمع الصراخ قام فصلى .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16508عبدان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة . والذي في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=16508عبدان ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، فاعلمه . وحديثها الآخر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
وفي "كتاب المحاملي " : nindex.php?page=treesubj&link=1255وإن صلى بعض الليل ، فأي وقت أفضل ؟
فيه قولان :
أحدهما : أن يصلي جوف الليل .
والثاني : وقت السحر ; ليصلي صلاة الفجر وهو غريب .
وقوله : ( "وأحب الصيام إلى الله صيام داود ، كان يصوم يوما ويفطر [ ص: 59 ] يوما " ) ظاهره أنه أفضل من صوم الدهر عند عدم التضرر ، وقد صرح به بعض أصحابنا ، ولا شك أن المكلف لم يتعبد بالصيام خاصة ، بل به وبالحج والجهاد وغير ذلك .
فإذا استفرغ جهده في الصوم خاصة انقطعت قربه ، وبطلت سائر العبادات ، فأمر أن يستبقي قوته لها .
وبين ذلك في الحديث الآخر في قصة داود : nindex.php?page=hadith&LINKID=687426 "وكان لا يفر إذا لاقى " .
وبين ذلك nindex.php?page=showalam&ids=13لعبد الله بن عمرو فقال : إنك إذا قمت الليل -يريد كله- هجمت له العين ، ونفهت له النفس ، لا صام من صام الدهر ، وقيل : النهي لمن صام الأيام المنهي عنها ، وقيل في قوله : (لا أفضل من ذلك ) بالنسبة إلى المخاطب لما علم من حاله ومنتهى قوته ، وأن ما هو أكثر من ذلك يضعفه عن فرائضه ، ويقعد به عن حقوق نفسه .
الثاني :
وجه ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من هذا الحديث : نوم داود السدس الأخير ، وقام ثلثه ، وهو الوقت الذي ينادى فيه : هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟ ونومه السدس الأخير ; ليستريح من نصب القيام السابق .
ووجه كونها أحب ; لأنها أرفق على النفس وأبعد من الملل المؤدي إلى الترك ، والله يحب أن يديم فضله ويوالي نعمه أبدا ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : [ ص: 60 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=885457 "إن الله لا يمل حتى تملوا " يعني : أنه لا يقطع المجازاة على العبادة حتى تقطعوا العمل ، فأخرج لفظ المجازاة بلفظ الفعل ; لأن الملل غير جائز على الرب جل جلاله ، ولا من صفاته ، ووجه كون nindex.php?page=treesubj&link=31008_30509أحب العمل إليه الدائم ; لأن مع الدوام على العمل القليل يكون العمل كثيرا ، وإذا تكلف المشقة في العمل انقطع عنه وتركه فكان أقل .
الثالث :
قولها : (كان يقوم إذا سمع الصارخ ) هو نحو من قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل ، كذا قاله ابن التين .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : هذا في حدود الثلث الآخر لتحري وقت نزول الرب تعالى : أي أمره .
وقولها : (ما ألفاه السحر عندي إلا نائما ) أي : مضطجعا على جنبه ; لأنها قالت في حديث آخر : فإن كنت يقظانة حدثني وإلا اضطجع حتى يأتيه المنادي للصلاة ; فتحصل بالضجعة الراحة من نصب القيام ، ولما يستقبله من طول صلاة الصبح ; ولذلك كان ينام عند السحر .
وهذا كان يفعله - صلى الله عليه وسلم - في الليالي الطوال وفي غير رمضان ; لأنه قد ثبت عنه nindex.php?page=treesubj&link=2436تأخير السحور على ما يأتي في الباب بعده .