6947 ص: فإن قال قائل: ففي حديث أبي طلحة أنه كان في بيته ستر فيه تصاوير ولم يدخل ذلك عنده فيما سمع من النبي -عليه السلام-: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة"؛ لأنه سمع من النبي -عليه السلام- يقول: "إلا ما كان رقما في ثوب".
قيل له: أما ما ذكرت من الستر فإنما هو فعل أبي طلحة ، وقد يجوز أن يكون النبي -عليه السلام- لم يقفه على أن ذلك الثوب المستثنى هو الستر، وقد يجوز [أن] يكون الستر أيضا فيما استثنى، فلما احتمل ذلك ما ذكرناه وكان من حديث مجاهد ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله -عليه السلام- ما وصفنا؛ علمنا أن الثياب المستثناة [هي] الثياب المبسوطة كهيئة البسط لا ما سواها من الثياب المعلقة والملبوسة. وهذا قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ومحمد ، -رحمهم الله-.