52 - ومنها قوله: (ع): - لما ذكر حميدا - :
"وقد ورد التصريح بذكر قتادة بينهما فيما رواه ابن أبي عدي عن حميد ، عن قتادة عن أنس رضي الله تعالى عنه - قال: فآلت رواية حميد إلى رواية قتادة ".
قلت: هذا يوهم أن حميدا لم يسمعه من أنس - رضي الله تعالى عنه - أصلا وإنما دلسه عنه وليس كذلك، فإن حميدا كان قد سمعه من أنس - رضي الله تعالى عنه – لكن موقوفا بلفظ: "فكلهم كان لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم" .
وهذا في رواية مالك كما هو في الموطآت، وقد رفعه بعضهم عنه وهو وهم كما بينه الدارقطني في "غرائب مالك " وابن عبد البر في "التمهيد" وهكذا رواه عن حميد حفاظ أصحابه كعبد الوهاب الثقفي ومعاذ بن معاذ ، ومروان بن [ ص: 759 ] معاوية الفزاري وغير واحد موقوفا، إلا أنه عندهم بلفظ "كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين" .
ورواه المزني ، عن الشافعي ، عن ابن عيينة ، عن حميد سمعت أنسا - رضي الله تعالى عنه - به.
وشذ بعض أصحاب حميد ، فرفع هذا اللفظ عنه - أيضا - وقد بين يحيى بن معين الصواب في ذلك بيانا شافيا فقال أبو سعيد بن الأعرابي في "معجمه" ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا يحيى بن معين ، عن ابن أبي عدي ، عن حميد عن قتادة ، عن أنس - رضي الله عنه - قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين .
قال ابن معين : قال ابن أبي عدي ، وكان حميد إذا قال: عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - رفعه، وإذا قال: عن أنس لم يرفعه.
تنبيه:
لم يعز الشيخ رواية ابن أبي عدي : وقد عزوناها. وأخرجها - أيضا - ابن حبان في صحيحه من طريق محمد بن هشام السدوسي ثنا ابن أبي عدي عن ( سعيد وحميد ) جميعا عن قتادة .
وأخرجها السراج عن عمرو بن علي عن ابن (أبي) عدي عن حميد وحده. دون القصة التي ذكرها ابن معين - فلم يذكرها عمرو ولا محمد بن هشام .


