6 - قوله: (ع): "ولم يذكر بالمكرر مسلم وهو يزيد على عدة كتاب عدة كتاب بكثرة طرقه". انتهى . البخاري
وذكر الشيخ في شرح الألفية عن أحمد بن سلمة أن عدة كتاب بالمكرر اثنا عشر ألف حديث. مسلم
وعن الشيخ محيي الدين النووي أن عدته بغير المكرر نحو أربعة آلاف قلت: وعندي في هذا نظر. وإنما لم يتعرض المؤلف لذلك؛ لأنه لم يقصد ذكر عدة ما في حتى يستدرك عليه عدة ما في كتاب البخاري ، بل السبب في ذلك ذكر المؤلف لعدة ما في مسلم أنه جعله من جملة البحث في أن الصحيح الذي ليس في الصحيحين غير قليل خلافا لقول البخاري ابن الأخرم [ ص: 297 ] لأن المؤلف رتب بحثه على مقدمتين:
إحداهما: أن قال: "أحفظ مائة ألف حديث صحيح". البخاري
والأخرى: أن . فينتج أن الذي لم يخرجه جملة ما في كتابه بالمكرر سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثا من الصحيح أكثر مما أخرجه. البخاري
والجواب عن هذا حاصل عند المؤلف من قوله: "إنهم قد يطلقون هذه العبارة على الموقوفات والمقطوعات والمكررات" فباعتبار ذلك يمكن صحة دعوى ابن الأخرم .
ويزيد ذلك وضوحا أن الحافظ أبا بكر محمد بن عبد الله الشيباني المعروف بالجوزقي ذكر في كتابه المسمى بالمتفق أنه استخرج على جميع ما في الصحيحين حديثا حديثا، فكان مجموع ذلك خمسة وعشرين ألف طريق وأربعمائة وثمانين طريقا فإذا كان الشيخان مع ضيق شرطهما بلغ جملة ما في كتابيهما بالمكرر هذا القدر، فما لم يخرجاه من الطرق للمتون التي أخرجاها لعله يبلغ هذا القدر - أيضا أو يزيد وما لم يخرجاه من المتون من الصحيح الذي لم يبلغ شرطهما لعله يبلغ هذا القدر - أيضا أو يقرب منه، فإذا انضاف إلى ذلك ما جاء من الصحابة والتابعين تمت العدة التي ذكر أنه يحفظها. البخاري
[ ص: 298 ] بل ربما زادت على ذلك فصحت دعوى ابن الأخرم :
أن . - والله أعلم - . الذي يفوتهما من الحديث الصحيح قليل (يعني مما يبلغ شرطهما) بالنسبة إلى ما خرجاه
وأما قول النووي : لم يفت الخمسة إلا القليل. فمراده من أحاديث الأحكام خاصة أما غير الأحكام فليس بقليل.
ومما يتعلق بالفائدة التي ذكرها الشيخ وهي عدة كتاب المكرر ما ذكر مسلم - أيضا في المتفق. أن جملة الجوزقي في كتابيهما ألفان وثلاثمائة وستة وعشرون حديثا. ما اتفق الشيخان على إخراجه من المتون
فعلى هذا [هذا] على مذهب جملة ما في الصحيحين خمسة آلاف حديث وستمائة حديث وخمسون حديثا تقريبا ؛ لأنه بعد المتن إذا اتفقا على إخراجه ولو من حديث صحابيين حديثا واحدا، كما: إذا خرج الجوزقي المتن من طريق البخاري - رضي الله عنه - وخرجه أبي هريرة من طريق مسلم - رضي الله عنه - وهذا غير جار على اصطلاح أنس . وعلى هذا فتنقص العدة كما ذكر جمهور المحدثين؛ لأنهم لا يطلقون الاتفاق إلا على ما اتفقا على إخراج إسناده ومتنه معا قليلا ويزيد عدد الصحيحين في الجملة فلعله: يقرب من سبعة آلاف بلا تكرير - والله أعلم - . الجوزقي
[ ص: 299 ] وهذه الجملة تشتمل على الأحكام الشرعية وغيرها من ذكر الأخبار عن الأحوال الماضية من بدء الخلق وصفة المخلوقات وقصص الأنبياء والأمم وسياق المغازي والمناقب والفضائل والأخبار عن الأحوال الآتية من الفتن والملاحم وأشراط الساعة والبرزخ والبعث وصفة النار وصفة الجنة وغير ذلك، والأخبار عن فضائل الأعمال وذكر الثواب والعقاب وأسباب النزول. وكثير من هذا قد يدخل في الأحكام، وكثير منه لا يدخل فيها.
فأما ما يتعلق بالأحكام خاصة. فقد ذكر أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي في كتاب التمييز له عن الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وابن مهدي وغيرهم: أن جملة الأحاديث المسندة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني الصحيحة بلا تكرير - أربعة آلاف وأربعمائة حديث. وأحمد بن حنبل
وعن أنه سبعة آلاف ونيف. إسحاق بن راهويه
وقال : وسمعت أحمد بن حنبل يقول: الحلال والحرام من ذلك ثمانمائة حديث. ابن مهدي
وكذا قال عن إسحاق بن راهويه يحيى بن سعيد [ ص: 300 ]
(وذكر ) أن الذي في الصحيحين من أحاديث الأحكام نحو ألفي حديث. القاضي أبو بكر ابن العربي
وقال عن أبو داود السجستاني : تسعمائة، ومرادهم بهذه العدة ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من أقواله الصريحة في الحلال والحرام. - والله أعلم. ابن المبارك
وقال: كل منهم بحسب ما يصل إليه. ولهذا اختلفوا.