وَقَوْلُهُ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُنَفِّلُ بَعْضَ مَنْ يَبْعَثُ مِنَ السَّرَايَا ) ; يَدُلُّ : عَلَى أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ حَتْمًا وَاجِبًا عَلَى الْإِمَامِ ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ بِحَسَبِ مَا يَظْهَرُ لَهُ مِنَ الْمَصْلَحَةِ وَالتَّنْشِيطِ كَمَا يَقُولُهُ nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ . وَقَدْ كَرِهَ nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ أَنْ يُحَرِّضَ الْإِمَامُ الْعَسْكَرَ بِإِعْطَاءِ جُزْءٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِتَالِ ; لِمَا يُخَافُ مِنْ فَسَادِ النِّيَّةِ . وَقَدْ أَجَازَهُ بَعْضُ السَّلَفِ ، وَأَجَازَ nindex.php?page=showalam&ids=12354النَّخَعِيُّ ، وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنْ يُنَفِّلَ السَّرِيَّةَ جَمِيعَ مَا غَنِمَتْ . وَالْكَافَّةُ عَلَى خِلَافِهِ .

[ ص: 540 ] وَقَوْلُهُ : ( وَالْخُمُسُ فِي ذَلِكَ وَاجِبٌ كُلُّهُ ) ; يَعْنِي : أَنَّ التَّخْمِيسَ لَا بُدَّ مِنْهُ فِيمَا غَنِمَتْهُ السَّرِيَّةُ ، وَفِيمَا غَنِمَهُ الْجَيْشُ. وَعَلَى هَذَا يَكُونُ (كُلِّهِ) مَخْفُوضًا تَأْكِيدًا لِـ (ذَلِكَ) الْمَجْرُورِ بِـ (فِي) ، وَقَدْ قَيَّدْنَاهُ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنْ يَكُونَ تَأْكِيدًا لِـ (الْخُمُسِ) الْمَرْفُوعِ . وَفِيهِ بُعْدٌ .