الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3328 [ 1293 ] وعن سلمة بن الأكوع قال: غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حنينا ، فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية ، فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم ، فتوارى عني ، فما دريت ما صنع ، ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى ، فالتقوا هم وصحابة النبي-صلى الله عليه وسلم- ، فولى صحابة النبي-صلى الله عليه وسلم- ، وأرجع منهزما ، وعلي بردتان متزر بإحداهما ، مرتد بالأخرى ، فاستطلق إزاري ، فجمعتهما جميعا ، ومررت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهزما ، وهو على بغلته الشهباء ، فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "لقد رأى ابن الأكوع فزعا". فلما غشوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نزل عن البغلة ، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ، ثم استقبل به وجوههم، فقال: " شاهت الوجوه". فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ الله عينيه ترابا بتلك القبضة ، فولوا مدبرين ، فهزمهم الله ، وقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- غنائمهم بين المسلمين .

                                                                                              رواه مسلم (1777).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقول سلمة : ( ومررت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهزما ) ; يفهم منه ثبوت النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وتوجهه نحو الكفار ، بل كان يركض بغلته نحوهم ، ولما غشيه القوم ، نزل عن البغلة ، وثبت لهم قائما ، حتى تراجع الناس إليه عند نداء العباس . ولم يسمع لأحد من الشجعان مثل هذا . والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية