3356 (27) باب
دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الله وصبره على الجفاء والأذى
[ 1315 ] عن أسامة بن زيد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ركب حمارا عليه إكاف ، تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة ، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدر، حتى مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، فيهم عبد الله بن أبي، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله عز وجل، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي: أيها المرء: لا أحسن من هذا! إن كان ما تقول حقا، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه. فقال عبد الله بن رواحة: اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك، قال: فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى هموا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي -صلى الله عليه وسلم- يخفضهم، ثم ركب دابته ، حتى دخل على سعد بن عبادة ، فقال: " أي سعد، ألم تسمع ما قال أبو حباب؟ ( يريد عبد الله بن أبي) قال: كذا وكذا". قال: أعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة أن يتوجوه ، فيعصبوه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاكه، شرق بذلك، فذلك الذي فعل به ما رأيت. فعفا عنه النبي-صلى الله عليه وسلم- .
رواه أحمد ( 5 \ 203 ) والبخاري (4566)، ومسلم (1798).


