4221 [ ص: 77 ] كتاب الخاتم
1 - باب ما جاء في ترك الخاتم
518 \ 4057 - عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أنس رضي الله عنه: أنه رأى في يد النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق يوما واحدا، فصنع الناس فلبسوا، وطرح النبي صلى الله عليه وسلم فطرح الناس .
وأخرجه البخاري ومسلم .
وقال أبو داود: رواه عن الزهري، زياد بن سعد، وشعيب، وابن مسافر، كلهم قال: "من ورق ".
وهؤلاء الذين ذكرهم أبو داود قد أشار إليهم البخاري في "صحيحه " .
وقد أخرجا من حديث يونس بن يزيد، عن الزهري، وفيه: "من ورق "، فهؤلاء خمسة من ثقات أصحاب الزهري، رووه عنه كذلك.
وقد قيل: إن هذا عند جميع أصحاب الحديث وهم من ابن شهاب في : "خاتم الذهب "- يعني: أن الصواب أن الذي نبذه هو خاتم الذهب-.
[ ص: 78 ] قال المهلب : وقد يمكن أن يتأول لابن شهاب ما ينفي عنه الوهم- وإن كان الوهم أظهر-، وذلك يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لما عزم على اطراح خاتم الذهب، اصطنع خاتما من فضة، بدليل أنه كان لا يستغني عن الختم به على الكتب إلى البلدان والملوك وأجوبة العمال وأمراء الأجناد، فلما لبس خاتم الفضة أراد الناس ذلك اليوم أن يصطنعوا مثله، فطرح عند ذلك خاتم الذهب، فطرح الناس خواتيم الذهب. والتأليف بين الأحاديث أولى من حملها على التنافي والتضاد .


