كما أخرجك ربك نصب، على التقديرات المتقدمة في التفسير. موضع (الكاف) من
وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم : {إذ}: نصب بإضمار (اذكر)، و (أن) من أنها لكم : نصب على البدل من {إحدى}.
أني ممدكم بألف : من قرأه على (أفعل)، أو (أفعال) ؛ فقد ذكر الجحدري وجهها، فقال: هي الخمسة والثلاثة التي في [آل عمران: 124- 125]، وقد تقدم قول المفسرين هناك فيها.
ومن قرأ: {مردفين} ؛ بفتح الدال؛ فهو اسم المفعول من (أردف)، [ ص: 169 ] وهو نعت لـ (الألف)، أو حال من الضمير المنصوب في {ممدكم} ؛ التقدير: ممدكم مردفين.
ومن قرأ: {مردفين} ؛ بكسر الدال؛ فالمعنى: جائين؛ لاستغاثتكم، أو جائين؛ فرقة بعد فرقة؛ من قولك: (أردفت الرجل) ؛ إذا جئت بعده، قاله وأنكره أبو عمرو، قال: لا يعرف: (أردفت الرجل) إلا إذا أركبته خلفك، وقد حكي عن أبو عبيدة، : (ردفته، وأردفته؛ بمعنى: تبعته، وأتبعته). أبي عبيدة
و {مردفين}: أصلها: (مرتدفين)، أدغمت التاء في الدال، وضمت الراء لالتقاء الساكنين؛ إتباعا لضمة الميم، وكسرت الراء لالتقاء الساكنين لمن قال: {مردفين}، وحركت بحركة التاء المدغمة فيمن قال: {مردفين}.
[ ص: 170 ] إذ يغشيكم النعاس : تقديره: جعله بشرى لكم إذ يغشيكم النعاس، {أمنة} ؛ مفعول له، أو مصدر.
والقول في: {يغشاكم النعاس}، و يغشيكم النعاس ظاهر.
ومن قرأ: {ما ليطهركم} ؛ فهي {ما} بمعنى: (الذي) ؛ والتقدير: ينزل عليكم من السماء ما هو لطهارتكم؛ وهو الماء، وصلة {ما}: حرف الجر وما انجر به، وهو كقولك: (كسوته الثوب الذي للبرد) ؛ أي: الثوب الذي يدفع به البرد، واللام متعلقة بمحذوف؛ كأن التقدير: ينزل عليكم الماء الذي أعد لكم للطهور.
إذ يوحي ربك إلى الملائكة : العامل في {إذ}: {يثبت} ؛ أي: يثبت به الأقدام في ذلك الوقت، أو يكون التقدير: اذكر إذ يوحي، ومن فتح (إن من أني معكم ؛ فعلى تقدير: بأني معكم، ومن كسر؛ فلأن (الوحي) بمعنى: القول.
[ ص: 171 ] فاضربوا فوق الأعناق : يجوز أن يكون تقديره: اضربوا مكانا فوق الأعناق، فحذف المفعول، وأقيمت الصفة مقامه، وفي الظرف ذكر منه؛ كما جاء: ومن آياته يريكم البرق [الروم: 24]، ونحوه، ويجوز تقدير حذف المفعول؛ كأنه قال: فاضربوا فوق الأعناق الرؤوس، ويجوز أن يجعل مفعولا على السعة؛ لأن {فوق} قد استعمل اسما؛ كما قال: ومن فوقهم غواش [الأعراف: 41]، ويقوي هذا التقدير عطف (البنان) عليه؛ فكأنه قال: اضربوا الرأس، واضربوا كل بنان.
ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله : موضع {ذلك} رفع؛ على تقدير: الأمر ذلك، أو ذلك الأمر.
وقوله: ذلكم فذوقوه : يجوز أن يكون موضع {ذلكم} رفعا؛ على تقدير: الأمر ذلكم؛ كما قال: [من الطويل].
وقائلة: خولان فانكح فتاتهم .....................
أي: هذه خولان، ويجوز أن يكون موضعه نصبا؛ كما تقول: (زيدا فاضربه)، ويجوز أن يكون تقدير نصبه على فعل {ذلكم}، و (ذلك): إشارة إلى [ ص: 172 ] ما تقدم من قتل المشركين.وأن للكافرين عذاب النار : من فتح الهمزة؛ جاز أن يكون موضع {أن} رفعا؛ على العطف على {ذلكم} ؛ إذا قدرته مرفوعا، أو نصبا على تقدير: وبأن للكافرين، أو على تقدير: واعلموا أن للكافرين، ومن كسر؛ استأنف، وعلى ذلك القول في: {ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين}، والتشديد والتخفيف في {موهن}، والإضافة وتركها: ظاهران.
وأن الله مع المؤمنين : من فتح الهمزة؛ عطف على أني معكم ، وأن للكافرين ، ومن كسر؛ فعلى الاستئناف.
* * *