الإعراب:
من نون (عزيرا) ؛ جعله مبتدأ، و (ابنا) : خبرا عنه، ومن لم ينون؛ جاز [ ص: 261 ] أن يكون {ابن} وصفا لـ {عزير} ، و {عزير} : خبر مبتدأ محذوف؛ التقدير: هو عزير ابن الله، أو يكون {ابن} وصفا لـ {عزير} ، ويكون {عزير} مبتدأ، والخبر محذوف؛ التقدير: عزير ابن الله صاحبنا، وجاز أن يكون {ابن} خبرا عن {عزير} ، وحذف التنوين استخفافا؛ فيكون كقراءة من نون.
والهمز وتركه في {يضاهون} : لغتان.
{والمسيح ابن مريم} : يجوز أن ينتصب {المسيح} بإضمار فعل؛ أي: واتخذوا المسيح، ويجوز أن يكون معطوفا على {أحبارهم} .
ويأبى الله إلا أن يتم نوره : دخلت {إلا} -وليس في الكلام جحد- لما كان المعنى: ويأبى الله كل شيء إلا إتمام نوره، والعرب تحذف مع (أبى) ، قاله الزجاج.
دخلت {إلا} ؛ لأن في الكلام طرفا من الجحد. الفراء:
[ ص: 262 ] لو كان الأمر كما قال؛ لجاز (كرهت إلا زيدا) . الزجاج:
يوم يحمى عليها في نار جهنم : التقدير: يعذبون يوم يحمى عليها، ولا يصح أن يكون على تقدير: فبشرهم يوم يحمى عليها؛ لأن البشارة لا تكون حينئذ.
وإسكان العين من اثنا عشر وما ذكر معه: تخفيف؛ لتوالي الحركات.
يوم خلق السماوات والأرض : العامل في {يوم} : المصدر الذي هو في كتاب الله ، وليس يعني به واحد الكتب؛ لأن الأعيان لا تعمل في الظروف.
و {في} من قوله: في كتاب الله : متعلقة بمحذوف هو صفة لقوله: اثنا عشر ؛ والتقدير: اثنا عشر شهرا مثبتة في كتاب الله تعالى، ولا تتعلق {في} بقوله: {عدة} ؛ لما فيه من التفرقة بين الصلة والموصول بخبر {إن} .
إنما النسيء زيادة في الكفر : {النسيء} : (فعيل) من (نسأت) ، و {النسي} : مخفف منه، و {النسء} : (فعل) ، من معنى التأخير أيضا.
و {النسي} ؛ بالياء: يجوز أن يكون أصله: (النسء)، فأبدلت الهمزة [ ص: 263 ] ياء على غير قياس، ويجوز أن يكون أصله: (النسيء) ، ثم صار (النسي) ؛ بالتخفيف، ثم قصر بحذف يائه، ثم أسكن العين، ومثله: (سمح) ؛ فهو مقصور من (سميح) ، و (رطب) : مقصور من (رطيب) ، وقد يقصر ولا يسكن؛ نحو: (لبق، ولبيق) ، ويجوز أن يكون {النسي} فعلا من (نسيت) ؛ كما كان {النسيء} فعلا من (نسأت) ؛ لأن الشيء إذا أخر؛ فكأنه منسي.
والقول في معنى {يضل} و {يضل} و {يضل} : ظاهر، ومن فتح الياء والضاد؛ فهي لغة، يقال: (ضللت أضل) ، و (ضللت أضل) .
ومن أسكن الياء من ثاني اثنين ؛ فإنه شبهها بالألف، والأصل الفتح، وقد تقدم نظائره، ونصب ثاني اثنين على الحال من الهاء في {أخرجه} ؛ والتقدير: أخرجه الذين كفروا منفردا إلا من أبي بكر.
وكلمة الله هي العليا : من رفع؛ فعلى الاستئناف، ومن نصب؛ فهي محمولة على {جعل} .
[ ص: 264 ] ومن قرأ: {لأعدوا له عده} ؛ بهاء إضمار؛ جاز أن يكون أراد: (عدته) ؛ فحذف تاء التأنيث، وجعل هاء الضمير كالعوض منها، ويجوز أن يكون حذفها؛ لإضافته إلى المضمر، على قياس قول في {وإقام الصلاة} : إن الأصل: (وإقامة الصلاة) ، فحذفت هاء (الإقامة) ؛ لإضافة الاسم إلى {الصلاة} ، ولم يأت (العد) إلا في البثر الذي في الوجه. الفراء
وقوله تعالى: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا : من قرأ: {يصيبنا} ؛ جاز أن يكون (يفعلنا) من الياء، من قولهم: (صاب الهدف يصيبه) ، وجاز أن يكون (يفيعلنا) من الواو؛ والأصل: يصيوبنا.
وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا : [موضع {أن} الخفيفة نصب بـ(منع) ، وموضع (أن) الشديدة رفع، وأجاز أن يكون موضعها نصبا؛ على تقدير: إلا لأنهم]، ويكون الفاعل مضمرا في (منع) ؛ المعنى: وما منعهم الله تعالى من قبول نفقاتهم إلا لأنهم كفروا. الزجاج
إنما يريد الله ليعذبهم : جاءت اللام على المعاقبة لـ(أن) ، وقيل: المعنى: إنما يريد الله أن يملي لهم؛ ليعذبهم.
[ ص: 265 ] ومن ضم الميم من {مغارات} ؛ فعلى أنها جمع (مغار) ، من (غار الشيء يغور) ، و (أغرته أنا) ، فهو (مغار) ، ومن فتح؛ فعلى أنه جمع (مغارة) ، ويجوز أن يكون جمع (مغار) ، [جمع بالتاء؛ لأنه لا يعقل].
ومن قرأ: {مدخلا} ؛ فمعناه: مكانا يدخلون فيه أنفسهم، ومن قرأ: {مدخلا} ؛ أراد مكانا يدخلون فيه، و {متدخلا} من (تدخل) ؛ مثل: (تفعل) ؛ إذا تكلف الدخول، و {مندخلا} من (اندخل) ، وهو شاذ؛ لأن ثلاثيه غير متعد عند وأصحابه. سيبويه
وضم الميم وكسرها من {يلمزك} لغتان، والتشديد على التكثير، و {يلامزك} مثل: {يلمزك} في المعنى، وجاء على (فاعل) ؛ مثل: (عافاه الله) .
* * *