[ ص: 31 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الشورى
القول من أولها إلى قوله تعالى : ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينـزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير [الآيات : 1-25 ] .
حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب [ ص: 32 ] فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنـزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد الله الذي أنـزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز من كان يريد حرث الآخرة نـزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في .القربى ومن يقترف حسنة نـزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينـزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير [ ص: 33 ] [الأحكام ] لا أحكام فيه سوى شيء أدخله بعض المتكلمين في الأحكام ، وهو بالتفسير أولى ، ذكرته في التفسير .
: النسخ
قوله تعالى : والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض : قال : هو منسوخ بقوله : وهب بن منبه ويستغفرون للذين آمنوا ، والصحيح : أنه ليس بمنسوخ ؛ لأنه خبر ، وهو خاص للمؤمنين .
وقوله : لنا أعمالنا ولكم أعمالكم : قال : هو منسوخ بالقتال ، وقيل : ليس بمنسوخ ؛ والمعنى : لنا جزاء أعمالنا ، ولكم جزاء أعمالكم . ابن عباس
وقوله : لا حجة بيننا وبينكم أي : لأن البراهين قد ظهرت .
وقال : المعنى : لا خصومة بيننا وبينكم ؛ أي : أنا لا نحاجكم فيما قد علمنا أنكم علمتموه ؛ لقيام البراهين عليه . مجاهد
وقوله : من كان يريد حرث الآخرة نـزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها :
[ ص: 34 ] القول فيه كالقول في من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ، وقد تقدم في (سورة هود ) .
وقوله : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى : قال ابن عباس : نسخها : قل ما سألتكم من أجر فهو لكم [سبأ : 47 ] .
: ليست بمنسوخة ، قال : كانوا يصلون أرحامهم ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، قطعوها ، فنزلت الآية . عكرمة