[ ص: 186 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الحجرات
القول في جميعها
يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا .نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم [ ص: 187 ] يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون
الأحكام والنسخ:
قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله إلى قوله: أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون .
قال مجاهد: معنى لا تقدموا بين يدي الله ورسوله : لا تفتاتوا عليه بشيء حتى يقضيه الله على لسانه.
لا تذبحوا قبل أن يذبح. الحسن:
لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة. ابن عباس:
[ ص: 188 ] [وقوله: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية]:
حقيقة معنى الآية: وقد كره بعض العلماء الأمر بتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوقيره، وخفض الصوت بحضرته، وكره بعض العلماء [رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم]، تشريفا لهم؛ إذ هم ورثة الأنبياء. رفع الصوت في مجالس الفقهاء؛
وسبب نزول هذه الآية مذكور في التفسير.
وقوله: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة :
في هذه الآية دليل على إذا كان عدلا؛ لأنه إنما أمر فيها بالتثبيت عند نقل خبر الفاسق، وفيها دليل على قبول خبر الواحد لأن الله تعالى أمرنا بالتثبت قبل القبول، ولا معنى للتثبت بعد إنفاذ الحكم، فإن حكم الحاكم قبل التثبت؛ فقد أصاب المحكوم عليه بجهالة. فساد قول من قال: إن المسلمين كلهم عدول حتى تثبت الجرحة؛