[ ص: 189 ] وقوله: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا الآية:
في هذه الآية دليل على أو على أحد من المسلمين، وعلى وجوب قتال الفئة الباغية على الإمام، واحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم: فساد قول من منع من قتال المؤمنين، ، ولو كان «قتال المؤمن كفر» كفرا؛ لكان الله تعالى قد أمر بالكفر، تعالى الله عن ذلك، وقد قتال المؤمن الباغي بخلاف الواجب في الكفار. قاتل أبو بكر رضي الله عنه من تمسك بالإسلام ومنع الزكاة، وأمر ألا يتبع مول، ولا يجهز على جريح، ولم يحل أموالهم،
وقوله: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم الآية: أمر الله عز وجل في هذه الآية بالتواضع، ونهى عن أو باسم الكفر بعد الإيمان. الطعن على أحد من المسلمين، أو الاستهزاء به، والدعاء بالألقاب المغضبة،
وقوله: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن الآية: [قال تعالى: كثيرا من الظن ، ولم يعمه؛ لأن من الظن ما يكون خيرا، [وأكثر العلماء: على أن لا يجوز، وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره الخير الظن القبيح بمن ظاهره قبيح].
[ ص: 190 ] ونهى الله عز وجل عن فينبغي أن يحسن الظن بالمسلمين، وأن تستر زلة من زل منهم، ويوعظ، ويخوف. التجسس على أحد من المسلمين،
وهي أن يذكر الرجل بما فيه، فإن ذكره بما ليس فيه؛ فهو البهتان، روي معنى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل الله تعالى الغيبة بأكل لحم الميت؛ لأن الميت لا يعلم بأكل لحمه، كما أن الحي لا يعلم بغيبة من اغتابه. ونهى الله عز وجل عن الغيبة؛
إنما ضرب الله هذا المثل للغيبة؛ لأن ابن عباس: أكل لحم الميت حرام مستقذر، وكذلك الغيبة حرام في الدين، وقبيح في النفوس.
وفي قوله: {فكرهتموه} معنى الأمر، ودل على ذلك عطف واتقوا الله عليه.
معنى {فكرهتموه} : فينبغي أن تكرهوه. الكسائي:
معنى {فكرهتموه} : فكرهتم أن تأكلوه. المبرد:
وقوله: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى الآية: سوى الله عز وجل في هذه [ ص: 191 ] الآية بين الناس، وأعلم أن الذي يشرف به بعضهم على بعض التقوى، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ؛ يعني: أن المال يستغني به الإنسان عن الناس في الدنيا، ويستغني بالتقوى في الآخرة. «الحسب المال، والكرم التقوى»