[ ص: 234 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة (والطور)
القول في جميعها
والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين} . فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون [ ص: 235 ] أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين أم له البنات ولكم البنون أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه .وإدبار النجوم .
[الأحكام والنسخ]:
ليس فيها شيء مما يتعلق بمسائل الأحكام والنسخ سوى قوله: واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ؛ ففي تأويل ذلك اختلاف:
قال محمد بن كعب، المعنى: حين تقوم إلى الصلاة، قال والضحاك: الضحاك:
يقول: الله أكبر تكبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
المعنى: أن يسبح الرجل إذا أراد أن يقوم من مجلسه، فيقول: سبحان الله العظيم، وبحمده. سفيان الثوري:
حين يقوم من منامه. أبو الجوزاء:
وقال رضي الله عنه في قوله: علي وإدبار النجوم : يعني: ركعتي الفجر.
[ ص: 236 ] فجعل بعض العلماء الآية على هذا القول- على الندب، وجعلها بعضهم منسوخة بالصلوات الخمس.
وعن الضحاك، أن قوله: وابن زيد: وإدبار النجوم يراد به: صلاة الصبح، وهو اختيار الطبري.
وعن ابن عباس: التسبيح في إدبار الصلوات.