الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4704 (باب منه)

                                                                                                                              وذكره النووي : في (الباب الذي غبر)

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص150 ج16 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال : "إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة" ) .

                                                                                                                              [ ص: 194 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 194 ] (الشرح)

                                                                                                                              فيه : أن الدعاء على أحد : نوع من اللعنة . وقد ورد النهي عنها ، في أحاديث صحيحة ، كثيرة ، طيبة ؛

                                                                                                                              منها : حديث "أبي الدرداء" ، المذكور في الباب المتقدم ، وهذا الحديث ، وحديث آخر بلفظ ، قال : "لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا" .

                                                                                                                              وإنما قال : "لعانا ، واللعانين" بصيغة التكثير ، ولم يقل : "لاعنا ، واللاعنين" : لأن هذا الذم ، والنهي ، والإنكار : في هذه الأحاديث : إنما هو لمن كثر منه اللعن ، لا لمرة ، ونحوها . ولأنه يخرج منه أيضا : اللعن المباح . وهو الذي ورد الشرع به . وهو لعنة الله على الكاذبين ، وعلى الظالمين . ولعن الله اليهود ، والنصارى . لعن الله الواصلة ، والمستوصلة ، والواشمة ، والمستوشمة . وشارب الخمر ، وآكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهديه . والمصورين . ومن انتمى إلى غير أبيه ، وتولى غير مواليه . وغير منار الأرض . وغيرهم : ممن هو مشهور في الأحاديث الصحيحة .

                                                                                                                              "وآخر حديث الباب يدل له ، قوله سبحانه : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين . ولا ريب : أنه صلى الله عليه وآله وسلم ، رحمة عامة ، تامة ، مهداة من الرحمن الرحيم إلى الناس ، والخلق كافة ، أجمعين .

                                                                                                                              [ ص: 195 ] اللهم ! ارزقنا ، وجميع المسلمين : نصيبا كاملا من هذه الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ، ورحمتك التي سبقت غضبك .




                                                                                                                              الخدمات العلمية