الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4858 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في (باب فضل التهليل، والتسبيح، والدعاء) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 17، 18 جـ 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              معناه: أن من قال ذلك، فقد أتى بأفضل مما جاء به: كل أحد، إلا أحدا قال مثل ذلك، أو زاده. فالاستثناء (بظاهره) : من النفي.

                                                                                                                              [ ص: 628 ] (وبالتحقيق) 5 : من الإثبات. قاله السيد محمد بن إسماعيل الأمير "رحمه الله".

                                                                                                                              قال البقاعي: وقد حقق السعد التفتازاني: هذا المبحث، في (شرح المقاصد) بما حاصله، أن هذه الصيغة: تستعمل على مقتضى أصل اللغة: فتنتقي الزيادة فقط. وتارة على مقتضى ما شاع من العرف: فتنتفي المساواة؛ فمثل قوله، صلى الله عليه وآله وسلم: "ما طلعت الشمس، ولا غربت، على أحد - بعد النبيين - أفضل من أبي بكر". وإن كان ظاهره: نفي أفضلية الغير، لكنه إنما سيق لأفضلية المذكور.

                                                                                                                              والسر في ذلك: أن الغالب - من حال كل اثنين -: هو التفاضل، دون التساوي. فإذا نفي أفضلية أحدهما: ثبتت أفضلية الآخر.

                                                                                                                              قال: وبمثل هذا ينحل الإشكال المشهور، على حديث الباب. هذا ويصير ذلك كالحديث الذي رواه " البار "، من رواية: جابر الجعفي، عن أبي المنذر الجهني؛ قال: قلت: يا نبي الله ! علمني أفضل الكلام. قال: "يا أبا المنذر ! قل: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير: مائة [ ص: 629 ] مرة. فإنك - يومئذ - أفضل الناس عملا. إلا من قال مثل ما قلت". والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية