فخواص أولياء الله المتبعون لمحمد - صلى الله عليه وسلم - يكون كراماتهم إما لحجة في الدين، أو لحاجة للمسلمين، كما كانت معجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم - كذلك، فهم يتقربون إلى الله بما يكرمهم به من الخوارق، ويعبدون الله بها، ويزدادون بها قربا إلى الله، لا يطلبون بها علوا في الأرض ولا فسادا. [ ص: 70 ] وأولياء الله المتقون لهم كرامات يكرمهم الله بها،
وقد كان كثير من السلف يسمي من يسمي من هؤلاء الأبدال، وقد قيل في معنى الأبدال : إنهم الذين بدلوا السيئات بالحسنات، كما قال تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات . ولا ريب أن الصالحين من عباد الله لهم سبب في الرزق والنصر، كما سعد، وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم، بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم" . فهذا ونحوه حق جاء به الكتاب والسنة، ولا وصول للخلق إلى رضوان الله وكرامته إلا بالإيمان برسله وطاعتهم، فهم الوسائط والسفراء بين الله وبين خلقه، والأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه أفضل الخلق، فمن ظن أنه يصل إلى رضوان الله وكرامته بدون اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم -، أو لأحد من الخلق طريق إلى رضوان الله وكرامته غير اتباع قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن أبي وقاص: "يا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فهو كافر ملحد. ومن محمد - صلى الله عليه وسلم - يصل إلى رضوان الله وكرامته بغير كتاب الله وسنة رسوله ادعى أن أحدا من أولياء الله الذين بلغتهم رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو ملحد ضال مفتر، يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا. بل محمد - صلى الله عليه وسلم - رسول الله إلى جميع الخلق الثقلين إنسهم وجنهم، وهو رسول الله إلى جميع الإنس: أسودهم وأحمرهم، وعربهم وعجمهم.
فأولياء الله المتقون هم العالمون العاملون بما بعث الله به محمدا - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان مع ذلك له أحوال شيطانية، يحصل له بها مكاشفة وتصرف يعين بذلك أعداء ولا يكون لله ولي إلا من يتبع محمدا، ومن لم يتبع محمدا فهو [ ص: 71 ] عدو الله، لا ولي له، محمد ويخفرهم، فهم من أعداء الله الملاعين، لا من أوليائه المتقين. وهو من جنس السحرة والكهان الذين كانت الشياطين تخبرهم ببعض المغيبات، وتساعدهم على بعض مطالبهم، وهؤلاء من أعداء الله المجرمين، لا من أوليائه المتقين، بل هم كفار يجب قتلهم، بل يقتلون بلا استتابة عند كثير من علماء المسلمين.